أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري ، أنا أبو محمّد بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن سعد ، قال (١) : قال عبد الله بن محمّد بن عمارة الأنصاري : ليس لقتادة اليوم عقب ، وكان آخر من بقي من ولده عاصم ويعقوب ابنا عمر بن قتادة ، وكان عاصم بن عمر من العلماء بالسيرة وغيرها ، وقد انقرضوا فلم يبق منهم أحد.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٢) قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة : عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب ـ وهو ظفر ـ بن الخزرج بن عمرو [وهو النبيت بن مالك بن الأوس من الأنصار ، وأمه أم الحارث بنت سنان بن عمرو بن طلق بن عمرو](٣) من بني سلامان بن سعد هذيم بن قضاعة حليف بني ظفر ، ويكنى عاصم أبا عمرو ، ليس له عقب ، وكانت له رواية للعلم ، وعلم بالسيرة ، ومغازي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وروى عنه محمّد بن إسحاق وغيره من أهل العلم ، وكان ثقة كثير الحديث عالما ، ووفد عاصم بن عمر على عمر بن عبد العزيز في خلافته في دين لزمه فقضاه عنه عمر ، وأمر له بعد ذلك بمعونة ، وأمره أن يجلس في مسجد دمشق فيحدّث الناس بمغازي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومناقب أصحابه ، وقال : إنّ بني مروان كانوا يكرهون هذا وينهون عنه ، فاجلس فحدّث الناس بذلك ، ففعل ثم رجع إلى المدينة ، فلم يزل بها حتى توفي سنة عشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك (٤).
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل (٥) محمّد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : أبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري (٦) ، قال : عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان
__________________
(١) الخبر في طبقات ابن سعد ٣ / ٤٥٢.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن م. وفي م : النقيب بدل النبيت وصوبنا اللفظة عن جمهرة الأنساب ص ٤٧١.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن م. وفي م : النقيب بدل النبيت وصوبنا اللفظة عن جمهرة الأنساب ص ٤٧١.
(٤) عن م وبالأصل : عبد الله خطأ.
(٥) في م : المفضل.
(٦) الخبر في التاريخ الكبير ١٦ / ٤٧٨.