يكذب قط ، فسعى به ساعي (١) إلى الحجاج بن يوسف ، فقالوا : هاهنا رجل من أشجع زعم قومه أنه لم يكذب قط ، وأنه سيكذب لك ، فإنك ضربت على ابنيه البعث فعصيا وهما في البيت ، فبعث إليه فإذا شيخ منحن فقال له : ما فعل ابناك؟ فقال : هما هذان في البيت ، قال : فحمله وكساه وأوصى به خيرا.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن محمد بن أبي عثمان ، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا عمر بن بكير ، نا أبو عبد الرحمن الطائي ، أنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة ، قال : كان يقال إن ربعي بن حراش لم يكذب كذبا قط ، قال : فأقبل ابناه من خراسان مديا (٢) حلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال : أيها الأمير إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب كذبة قط ، وقد قدم ابناه من خراسان وهما عاصيان ، فقال الحجاج : عليّ به ، فلما جاءه قال : أيها الشيخ ، قال : ما تشاء ، قال : ما فعل ابناك؟ قال : المستعان الله خلفتهما في البيت ، قال : لا جرم والله لا أسوءك فيهما.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار بن إبراهيم ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، زاد ابن الطّيّوري وابن عمه أبو نصر محمد بن الحسن بن محمد.
وأخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم ، أنا أبو بكر بن الخطيب (٣) ، أنا حمزة بن محمد بن طاهر ، قالوا : أنا أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد (٤) ، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدثني أبي أحمد بن صالح ، قال : ربعي بن حراش كوفي تابعي ثقة ، ويقال إنه لم يكذب كذبة قط ، وكان له ابنان عاصيان زمن الحجاج ، فقيل للحجاج : إن أباهما لم يكذب كذبة قط ، لو أرسلت إليه فسألته عنهما ، فأرسل إليه فقال : أين ابناك؟ قال : هما في البيت ، قال : قد عفونا عنهما ، بصدقك ، زادني الأنماطي عن ابن الطّيوري وحده عنهما والبلخي عن ثابت وحده عن
__________________
(١) كذا بالأصل وم بإثبات الياء.
(٢) كذا رسم اللفظتين : «مد؟؟؟ ا حملا» وفي م : «فدنا حلا» ولم أحلهما.
(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤.
(٤) قوله : «بن مخلد» ليس في تاريخ بغداد ، ومكان اللفظتين : «الأندلسي».