ولكن تنطلق معي إلى عبد الله بن جعفر فتكلمه ، قال : نعم ، قال : فانطلق وانطلق معه بعبد الله بن عمر وغير احد يستشفع بهم على عبد الله بن جعفر ، قال : فلما دخلوا عليه قال عبد الله بن جعفر : ما جئت بهؤلاء استشفع بهم هي لك ، قال : لا أريد ذلك ، قال فأعطى بها نعليك (١) هاتين أو نحو هذا ، قالت لا أريد ذلك ، قال : هي لك إلى يوم القيامة قال : لا أريد ذلك ، قال فحكمه قال : أعطيك بها أرضا قال : نعم ، فخرج معه ، قال : فجعل عبد الله بن الزبير ويقول هذه كذا و [يعاتبه](٢) ، فقال عبد الله بن جعفر : اصنع ما شئت ، قال : فأعطاه أرضا بذلك المال ، قال فرغب معاوية بعد فاشتراها منه بأكثر من ذلك. قال عبد الله : وكان مال عبد الله بن جعفر أربعمائة ألف.
أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ، ابنا (٣) الحسن بن البنا ، قالوا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني ، نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل إملاء من أصله :
حدثنا الحسين بن يزيد الجصاص ، نا أبو أسامة ، نا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، قال : لما وقف الزبير يوم الجمل دعا لي فقمت إلى جنبه فقال : يا بني إنه لا يقتل اليوم إلّا ظالم أو مظلوم ، وإني لا أراني إلّا سأقتل اليوم مظلوما ، وإنّ من أكثر همي لديني أفترى يبقي من مالنا شيئا ، قال : يا بني بع ما لنا واقض ديني وأوصي بالثلث وثلثيه ، فإن فضل بعد قضاء الدين شيء فثلثه لولدك (٤).
قال هشام : وكان بعض ولد عبد الله بن الزبير قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعبّاد ، قال : وله يومئذ تسع بنات. قال عبد الله بن الزبير : فجعل يوصي بدينه ويقول : يا بني إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي عليه ، قال : فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبة من مولاك؟ قال : الله عزوجل قال : فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلّا قلت : يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه.
__________________
(١) كلمتان غير مقروءتين ، والمثبت «نعليك هاتين» عن المعرفة والتاريخ وم.
(٢) لفظة غير واضحة ورسمها : «ويكابشه» وفي المعرفة والتاريخ : «ويكاسبه» والمثبت عن م.
(٣) بالأصل وم : «أنبأنا» والصواب ما أثبت.
(٤) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام.