أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن الحاكم ، قال : أبو عمر ، ويقال أبو عبد الله زاذان الكندي مولاهم الكوفي ، سمع علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، وابن عمر ، ليس بالمتين عندهم ، روى عنه هلال بن يساف (١) ، وحبيب بن أبي ثابت.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن الحسن ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : زاذان أبو عمر الكندي مولاهم سمع علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمر ، روى عنه ذكوان أبو صالح ، وعبد الله بن السائب ، وعمرو بن مرّة ، وغيرهم وكان ثقة. نزل بالكوفة ، وذكر أنه ورد بغداد ، ووقف على الصراة. وقد سقنا الخبر بذلك في أول الكتاب عند ذكر سليمان بن صرد الخزاعي.
أنبأنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد ، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد بن موسى الشاموخي (٣) ، أنا عمر بن محمّد بن سيف ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا أحمد بن عبد الجبار الدارمي ، نا أبي عن سهل بن شعيب ، عن زياد بن أبي زياد ، عن أبي هاشم الرّمّاني ، قال (٤) : قال زاذان ـ أراه كذا قال سهل : ـ كنت غلاما حسن الصوت جيد الضرب بالطنبور ، وكنت أنا وصاحب لي في رابعة وعندنا نبيذ لنا وأنا أغنيهم (٥) إذ مرّ عبد الله بن مسعود فلما سمع الصوت دخل علينا فضرب الباطية (٦) برجله فأكفأها وانتزع الطنبور من يدي فضرب بن الأرض فكسره ، ثم قال : لو كان ما أسمع من حسن صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت قال : ثم مضى ، قلت لأصحابي : من هذا الذي فعل؟ قالوا : هذا عبد الله بن مسعود ، قال : فألقى الله في نفسي التوبة ، فسعيت وأنا أبكي فلما بلغ الباب أراد أن يدخل فأخذت
__________________
(١) بالأصل : يساق وفي م : ساق.
(٢) تاريخ بغداد ٨ / ٤٨٧.
(٣) بالأصل «الساموحي» والمثبت والضبط عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى شاموخ وهي قرية بنواحي البصرة ، ذكره السمعاني وترجم له ترجمة قصيرة.
(٤) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٢٨١.
(٥) بالأصل : أعينهم ، والمثبت عن السير.
(٦) بالأصل : الباطنية ، والصواب ما أثبت عن السير ، وبهامشها : المناجود وهو كل إناء يجعل فيه الخمر.