مقيّد بينهما ، وإذا هو معها تحت سمرة ، وكانت الأمة سوداء ، فسلمنا وجلسنا فأقبل ابن ميادة على الأمة فقال لها أنشديهم ما قلت فيك قال : فأنشدتنا (١) :
يمنّونني منك اللقاء وإنني |
|
أعلم لا ألقاك من دون قابل |
إلى ذاك ما جاءت أمور وما انقضت |
|
غياية (٢) حبّيك انجلاء المخايل (٣) |
وحالت سقور الحج (٤) بيني وبينها |
|
ورفع الأعادي كل حقّ وباطل |
أقول لعذّالي لمّا تقابلا |
|
عليّ بلوم مثل طعن المقاتل (٥) |
فلا تكثرا فيها الهجاء فإنها |
|
مصلصلة من بعض تلك الصلاصل (٦) |
من الصفر لا ورهاء (٧) سمج دلالها |
|
وليست من البيض القصار الحوائل |
ولكنها ريحانة طاب شمّها |
|
وردت (٨) عليها بالضّحى والأصائل |
قال : ثم أقبل عليهما ابن ميّادة فقال لها : كفي ذراعيك ، وعليها درّاعة مورّسة ، فأبت ، وقالت : لا والله حتى يأذن سيّار ، قال : قلت : والله لا آذن لها ـ قال : والله إني لا أقضي (٩) حاجتك حتى تفعل ، قال سيّار : فقلت : يا أبا شرحبيل ، ما لك لا تشتريها؟ فقال : إذا يفسد حبها.
__________________
(١) الأبيات في الأغاني ٢ / ٢٨١.
(٢) بالأصل : «غيابة» والصواب ما أثبت ، والغياية : كل ما أظلك من سحاب أو غيره.
(٣) المخايل جمع مخيلة وهي السحابة ، التي تحسبها ماطرة بمجرد رؤيتك لها.
(٤) في الأغاني : وحالت شهور الصيف.
(٥) في الأغاني : المعابل.
(٦) الصلاصل : جمع صلصل ، طير يشبه الفاختة ، وقيل الصلصلة : الحمامة.
(٧) الورهاء : الحمقاء والخرقاء.
(٨) بالأصل : «يا حرع بيدى» كذا ، والمثبت عن الأغاني.
(٩) بالأصل وم : «لا قضى» ولعل الصواب ما أثبتناه ، وعبارة الأغاني : لئن لم تفعل لا قضيت حاجتكما.