يقال : كان لصا في الجاهلية ، فكان يعرف المفاوز.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (١) ، قال : أما عميرة بفتح العين وكسر الميم : رافع بن عميرة الطائي ، أبو الحسن ، وهو رافع بن أبي رافع كان لصا في الجاهلية وغزا مع أبي بكر ، وهو الذي قطع بخالد بن الوليد من الكوفة (٢) إلى الشام في خمس ليال.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن غانم ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا أبي ، أنا إسماعيل بن محمّد ، نا أحمد بن محمّد القاضي ، نا أحمد بن محمّد بن أيوب ، نا إبراهيم بن سعد ، قال : قال ابن إسحاق : رافع بن عميرة الطائي فيما تزعم طيّىء الذي كلّمه الذئب وهو في ضأن له يرعاها.
وذكر محمّد بن جعفر بن خالد الدمشقي ، قال : رافع بن عميرة الطائي فيما يزعمون كلمه الذئب ، وهو في ضأن له يرعاها فدعاه الذئب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأمره باللحوق به ، وقد أنشدت طيّىء شعرا زعموا أن رافع بن عميرة قاله في كلام الذئب (٣) :
رعيت الضأن أحميها زمانا (٤) |
|
من الضّبع (٥) الخفي وكلّ ذئب |
فلما أن سمعت الذئب نادى |
|
يبشّرني بأحمد من قريب |
سعيت إليه قد شمّرت ثوبي |
|
عن الساقين قاصدة الركيب |
فألفيت (٦) النبيّ يقول قولا |
|
صدوقا ليس بالقول الكذوب |
فبشّرني لدين الحق حتى |
|
تبيّنت الشريعة للمنيب |
وأبصرت الضياء يضيء حولي |
|
أمامي إن سعيت وعن جنوبي |
ألا أبلغ بني عمرو بن عوف |
|
وإخوتهم خذيلة أن أجيبي |
__________________
(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٧٦ و ٢٧٩.
(٢) كذا بالأصل وابن ماكولا وبهامشه كتب محققه : «الكوفة لم تكن بنيت بعد ، وصوابه : من الحيرة ، قاله ابن ناصر».
وفي أسد الغابة : من العراق.
(٣) الأبيات في الاستيعاب ١ / ٤٩٧ ـ ٤٩٨ وأسد الغابة ٢ / ٤٤.
(٤) في المصدرين : أحميها بكلبي.
(٥) الاستيعاب : «من الضب» وفي أسد الغابة : «من اللصت».
(٦) عن المصدرين ، وبالأصل : فألقيت.