واستمر السيد
بركات بعد موت الفاسى على ولاية مكة إلى أثناء سنة خمس وأربعين وثمانمائة ، فعزل
عن ذلك.
ثم وليها أخوه
السيد على بن حسن ، وكان بالقاهرة ، فوصل مكة يوم السبت مستهل شعبان ،
واستمر متوليا إلى رابع شوال سنة ست وأربعين ، فقبض عليه وعلى أخيه إبراهيم.
ثم وليها أخوه أبو
القاسم بن حسن ، فقدم من مصر متوليا ، ودخل مكة فى يوم السبت السابع والعشرين من
ذى القعدة سنة ست وأربعين وثمانمائة ، واستمر على ولايته إلى أوائل سنة خمسين ،
فعزل.
ثم أعيد السيد
بركات بن حسن إلى ولاية مكة ، ودامت ولايته إلى أن مرض وتوعك بدنه وذلك سنة تسع
وخمسين ـ بتقديم المثناة الفوقية ـ وثمانمائة ، فسأل نائب جدة الأمير جانبك
الظاهرى بأن يرسل إلى السلطان يسأله فى ولاية إمرة مكة لولده السيد
محمد عوضا عن أبيه ، فأجاب السلطان إلى ذلك ، فقبل وصول الخبر توفى السيد بركات فى
عصر يوم الاثنين تاسع عشر شعبان سنة تسع وخمسين بأرض خالد بوادى مر ، وحمل على
أعناق الرجال إلى مكة ، ودفن بها فى صبح يوم الثلاثاء لعشرين من شعبان.
فلما كان عصر
اليوم المذكور ، وصل قاصد من الديار المصرية بمرسوم مؤرخ بسادس عشر رجب مضمونه
ولاية السيد محمد إمرة مكة ، فدعى له على زمزم بعد المغرب من ليلة الأربعاء حادى
عشر شعبان.
ثم وصل السيد محمد
إلى مكة ليلة الجمعة سابع رمضان ، وقرئ مرسومه فى صبحها.
ثم كان رابع شوال
من السنة المذكورة وصل إلى السيد محمد كتاب من السلطان بالعزاء فى والده ، وتوقيع
باستمراره فى الإمرة مؤرخ بشهر رمضان ، واستمر السيد محمد رحمهالله على ولاية مكة ، ودانت له البلاد ، وأطاعه العباد ، وأظهر
العدل والإحسان
__________________