وهو الآن مشهور عند أهل مكة بجبل جزل. ونقل الجد أنه معبد إبراهيم بن أدهم على ما قيل ، والله أعلم.
ذكر مساجد
وهى كثيرة ، ذكرها من المتقدمين الأزرقى وغيره ، وتبعه من المتأخرين الطبرى والفاسى وغيرهما. منها ما هو موجود معروف إلى يومنا هذا. ومنها ما هو داثر لا يعرف بمكة وخارجها ذكرها الأزرقى ثم تبعه الطبرى والفاسى ولم يبينا أمرها فيتوهم أنها موجودة.
ومنها : ما ذكره الأزرقى والفاسى منفردا عن المساجد التى تقصد بالزيارة.
وقد رأيت أن أذكر أولا المساجد المعروفة إلى وقتنا هذا المستحب زيارتها ، ثم أعقبها بالداثرة ثم أنبه على ما ذكره منفردا ، ثم أذكر ما لم يذكره الأزرقى والفاسى فأقول :
أما المساجد المعروفة فمنها مسجد بأعلى مكة عند الردم وهو المدعى ، عرفه الطبرى بمسجد الراية (١) ، ويعرف بذلك إلى وقتنا هذا وبجانبه الآن منارة تعرف بمنارة أبى شامة ، يقال : إن النبى صلىاللهعليهوسلم صلى فيه كما نقله الأزرقى ، وذكر أن عبد الله بن العباس بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بناه (٢).
ومنها : مسجد بقرب المجزرة الكبيرة عند المدعى على يمين الهابط إلى مكة ويسار الصاعد منها ويقال : إن النبى صلىاللهعليهوسلم صلى فيه المغرب ، كما هو مكتوب بحجرين هنا.
ومنها : مسجد بسوق الليل بقرب مولد النبى صلىاللهعليهوسلم يقال له المختبأ يزوره الناس كثيرا فى شهر ربيع الأول كغيره من المحال التى تزار ، قال الفاسى : ولم أر من ذكره ولا عرفت شيئا من خبره (٣).
ونقل الشيخ العلامة سراج الدين عمر بن فهد رحمهالله أن هذا المحل معبد عثمان بن عفان ، وأن النبى صلىاللهعليهوسلم كان يختبئ فيه من الكفار وعزاه إلى كتاب «الكوكب المنير» لنصر الله.
__________________
(١) القرى لقاصد أم القرى ص ٦٦٤.
(٢) الزهور المقتطفة ص ١٥٣.
(٣) شفاء الغرام ج ١ ص ٤١٩.