ثم شاركه ابنه السيد بركات بولاية من الملك المظفر أحمد بن الملك المؤيد صاحب مصر ، ودامت ولايتهما إلى أوائل سبع ـ بتقديم السين ـ وعشرين وثمانمائة.
ثم ولى مكة السيد على بن عنان بن مغامس بن رميثة الحسنى بمفرده ، بولاية من قبل الملك الأشرف برسباى ، وكان بمصر فقدم مكة صحبة العسكر الأشرفى واستمر متوليا إلى أوائل الحجة سنة ثمان وعشرين (١).
ثم أعاد الأشرف برسباى : السيد حسن إلى إمرة مكة ورضى عنه ، وتوجه السيد حسن بعد انقضاء الحج إلى مصر ، فنال من السلطان إكراما كثيرا وأقره على إمرة مكة ، واستمر بمصر إلى أن مرض بها وتوفى فى سادس عشر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثمانمائة بعد أن كان تجهز للسفر إلى مكة رحمهالله وأسكنه فسيح جناته (٢).
ثم وليها السيد بركات بن حسن بعد وفاة أبيه ، وكان السلطان قد استدعاه إلى مصر ، فقدم عليه فى ثالث رمضان ، ففوض إليه إمرة مكة عوضا عن أبيه فى السادس والعشرين من رمضان المذكور واستمر أخوه السيد إبراهيم نائبا عنه ، ولبس خلعة النيابة بمصر ثم توجه السيد بركات إلى مكة فوصلها فى أوائل العشر الأوسط من ذى القعدة هذا آخر معنى كلام الفاسى فى شأن أمراء مكة.
ثم قال رحمهالله ما صورته : هذا ما علمناه من خبر ولاة مكة فى الإسلام ، وقد أو عبنا فى تحصيل ذلك الاجتهاد ، وما ذكرناه من ذلك غير واف بكل المراد ، لأنه خفى علينا جماعة من ولاة مكة ، وخصوصا ولاتها من زمن المعتضد إلى ابتداء ولاية الأشراف فى آخر خلافة المطيع العباسى وخفى علينا كثير من تاريخ ابتداء ولاية كثير منهم وتاريخ انتهائها ، ومع ذلك فهذا الذى ذكرناه من ولاة مكة ليس له فى كتاب نظير ، والذى لم نذكره من الولاة هو اليسير ، وسبب الإقلال (٣) فى ذلك والتقصير ، أنّا لم نر مؤلفا فى هذا المعنى فنستضىء به لعدم العناية بتدوين ذلك (٤). انتهى كلامه.
__________________
(١) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٣٤.
(٢) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٣٤.
(٣) فى الأصلين : «الإخلال» والمثبت رواية الفاسى.
(٤) شفاء الغرام ج ٢ ص ٣٣٥.