ثم قال : وليس فى الكعبة الآن ـ يعنى فى زمنه ـ شىء من المعاليق التى ذكرها الأزرقى. ومما لم يذكره مما ذكرنا سوى ستة عشر قنديلا ، منها : ثلاثة فضة ، وواحد ذهب ، وواحد بلور ، واثنان نحاس ، والتسعة الباقية زجاج ، وسبب ذلك توالى الأيدى عليه من الولاة وغيرهم (١).
فمن ذلك ما وقع لأبى الفتوح الحسن بن جعفر العلوى حين خرج عن طاعة الحاكم ودعا لنفسه بالإمامة (٢) أنه أخذ من حلية الكعبة وضربها دنانير ودراهم ، وسميت بالفتحية ، وأخذ المحاريب التى أهداها صاحب عمان ، ومن ذلك ما وقع لمحمد بن جعفر المعروف بابن أبى هاشم الحسينى ، أنه فى سنة اثنتين وستين وأربعمائة أخذ قناديل الكعبة وستورها وصفائح الباب لكون صاحب مصر المستنصر العبيدى لم يرسل له شيئا لاشتغاله بالقحط الذى كادت مصر أن تخرب بسببه (٣).
ومما أهدى للكعبة بعد الفاسى [نحو عشرين قنديلا ذهبا ، ونحو عشرة فضة وغير ذلك](٤).
فصل فى الكلام على سدانة البيت
وهى خدمته وتوالى أمره وفتح بابه وإغلاقه
وكانت السدانة قبل قريش لطسم قبيلة من عاد فاستخفوا بحقه أيضا فأهلكهم الله. ثم وليته خزاعة بعد جرهم دهرا طويلا حتى صار الأمر إلى أبى غبشان ، فباع مفتاح البيت من قصى بن كلاب بزق من خمر ، فقيل فى ذلك أخسر من صفقة أبى غبشان ، فذهبت مثلا(٥). وصارت حجابة الكعبة من بعد خزاعة لقصى ، وانتهى إليه أمر مكة بعد ذلك فأعطى ولده عبد الدار السدانة ، وهى الحجابة وأعطى عبد مناف السقاية والرفادة ، ثم جعل عبد الدار الحجابة إلى ولده عثمان ، ولم تزل تنتقل فى أولاده إلى أن انتهت إلى عثمان بن طلحة ، ثم إلى ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبى طلحة وهى فى ولده إلى الآن.
__________________
(١) شفاء الغرام ج ١ ص ١٩٣.
(٢) تحرف فى المطبوع إلى : «الأمانة» وصوابه من د ، والفاسى.
(٣) شفاء الغرام ج ١ ص ١٩٣.
(٤) بياض بالأصل ، وما بين حاصرتين عن إخبار الكرام ص ١٧٢.
(٥) شفاء الغرام ج ٢ ص ١١٤.