أفهامنا القاصرة وعقولنا المحدودة. فأمّا من لايطيق من المسلمين الالتزام بالمعجزة في طول عمر الإمام والفوائد المترتبة على وجوده ـ مع كونه غائباً ـ وجب عليه تصحيح اعتقاده من الاصل وفي ضوء الأدلة من العقل والنقل.
وعلى هذا الاساس أيضاً لا يمكننا قبول الافتراض الآخر ، لأن المفروض أن الأدلة قادتنا إلى استحالة ( خلو الأرض من حجّةٍ لله ولو آناً واحداً ) ، وبعد الايمان بذلك ـ سواء علمنا بشيء من الحكم في ذلك ، ممّا جاء في الكتب العلمية المفصّلة في الباب أو لم نعلم ـ فلا مناص من القول بوجود الإمام منذ ولادته ، وأنّه لا مجال لفرض الافتراض الآخر أبداً.
وأخيراً هناك سؤال ربما يدور في الاَذهان ، وهو : إذا كان الإمام المهدي كذلك ، فما هي الفائدة بالنسبة للاُمة ، وهو غائبٌ مستور ، متوارٍ عن الأنظار ؟!
إنَّ الذي يحقق ويدقق في هذه المسألة ، يجب أن يضع في حسابه أولاً الروايات والأخبار الصحيحة التي تتحدث عن ظهوره الذي سيكون بصورةٍ مفاجئة وسريعة ، أو على حدِّ لسان بعض الروايات « بغتة ». أي دون تحديد زمن مخصوص أو وقتٍ معيّن ، وهذا يترتّب عليه ترقب كل جيلٍ من أجيال المسلمين لظهوره المبارك. إنَّ المتأمل لهذه المسألة سوف لا يصعب عليه أن يكتشف فوائد ومزايا جمةً تتعلق بالاُمّة المرحومة ، منها :
١ ـ إنَّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى أن يكون على حالةٍ من الاستقامة على الشريعة ، والتقيّد بأوامرها ونواهيها ، والابتعاد عن ظلم الآخرين ، أو غصب حقوقهم ، وذلك لأن ظهور الإمام المهدي ـ الذي سيكون مفاجئاً ـ