منكم ؟ » (١).
وفي صحيح مسلم بسنده عن جابر بن عبدالله قال : « سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم [ يقول ] : لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى بن مريم عليهالسلام ، فيقول أميرهم تعال صلِّ لنا فيقول : لا ، إنّ بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الاَُمّة » (٢).
وإلى هنا يتضح ان امام المسلمين الذي سيكون موجوداً عند نزول عيسى بن مريم عليهالسلام كما في الصحيحين انما هو أمير الطائفة التي لا تزال تقاتل على الحق إلى يوم القيامة كما في صحيح مسلم ، بحيث يأبى عيسى من إمامة تلك الطائفة وأميرها في الصلاة تعظيماً واجلالاً وتكرمة لهم وهذا هو صريح حديث مسلم من غير تأويل.
واذا ما عدنا إلى كتب الصحاح الاَُخرى والمسانيد وغيرها نجد الروايات الكثيرة جداً التي تصرح بأنّ هذا الإمام ـ أمير الطائفة التي تقاتل على الحق إلى يوم القيامة ـ هو الإمام المهدي عليهالسلام لا سواه.
منها : ما أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن سيرين : « المهدي من هذه الأُمة وهو الذي يؤم عيسى بن مريم » (٣).
ومنها : ما أخرجه أبو نعيم عن أبي عمرو الداني في سننه بسنده عن حذيفة انه قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ... يلتفت المهدي وقد نزل عيسى ابن مريم كأنما يقطر من شعره الماء ، فيقول المهدي : تقدم صلِّ بالناس ، فيقول عيسى : انما اقيمت الصلاة لك ، فيصلي خلف رجل من
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ : ٢٠٥ باب ماذكر عن بني اسرائيل ، وصحيح مسلم ١ : ١٣٦ / ٢٤٤ باب نزول عيسى بن مريم عليهالسلام ، وقد وردت أحاديث اخرى بهذا المعنى في كل من البابين المذكورين.
(٢) صحيح مسلم ١ : ١٣٧ / ٢٤٧ باب نزول عيسى عليهالسلام.
(٣) المصنَّف / ابن أبي شيبة ١٥ : ١٩٨ / ١٩٤٩٥.