أصلان ، وعلى الثاني حركات الإعراب أصل ؛ لأن البناء فرع فيهما ، وعلى الثالث حركات البناء ؛ لأنه الأصل في الاسم الأشرف ، والذي يظهر ترجيحه أن حركات الإعراب فقط أصل ؛ لأن الأصل في الإعراب الحركة والأصل في البناء السكون والحركة طارئة.
ثم إن الجمهور على أن حركات الإعراب غير حركات البناء ، وقال قطرب : هي هي والخلاف لفظي ؛ لأنه عائد إلى التسمية فقط ، فالأولون يطلقون على حركات الإعراب الرفع والنصب والجر والجزم ، وعلى حركات البناء الضم والفتح والكسر والوقف ، وقطرب ومن وافقه يطلقون أسماء هذه على هذه ، وفي «اللباب» لأبي البقاء : ذهب قوم إلى أن الحرف مجتمع من حركتين ؛ لأن الحركة إذا أشبعت نشأ الحرف المجانس لها ، والمحققون على خلافته ؛ لأن الحرف له مخرج مخصوص ، والحركة لا تختص بمخرج ، ولأنها إذا أشبعت نشأ منها حرف تام وبقيت الحركة قبله بكمالها فلو كان الحرف بحركتين لم تبق الحركة قبل الحرف.
(ص) مسألة الأصل في البناء السكون كالأمر ، فالفتح كالماضي ، فالكسر فالضم ، ولا يكونان في الفعل ، خلافا للزنجاني ، وقد تقدر ويناب عنها.
(ش) الأصل في البناء السكون ؛ لأنه أخف فلا يعدل عنه إلا لسبب ، ولأن الأصل عدم الحركة فوجب استصحابه ما لم يمنع منه مانع ، وإذا عدل إلى الحركة قدم الأخف فالأخف ، وذلك الفتح ثم الكسر ثم الضم ، فالسكون يكون في الحروف نحو : قد وهل وبل والأفعال كالأمر والماضي المتصل بضمير رفع متحرك والمضارع المتصل بنون الإناث والأسماء نحو : من وكم ، والفتح يكون في الثلاثة أيضا نحو : سوف وثم وواو العطف وفائه ، والماضي المجرد والمضارع مع نون التوكيد ، وكيف وأين وأيان ، والكسر والضم يكونان في الحرف والاسم كباء الجر ولامه ومنذ وأمس وحيث ونحن ، ولا يكونان في الفعل.
وزعم الزنجاني في شرح «الهادي» وجودها فيه في نحو : ع ، وش ، ورد بضم الدال ، وهو مردود فإن الأول مبني على الحذف ، والثاني على السكون تقديرا ، والضمة إتباع لا بناء ، وقد استوفيت أسباب البناء على الحركة ، وأسباب تخصيص الفتحة والكسرة والضمة في كتاب «الأشباه والنظائر في العربية» ، وهو الكتاب الذي لا يستغني الطالب عنه ، وقد يقدر سكون البناء وحركته كما تقدر حركات الإعراب مثال تقدير السكون رد إذا ضممت الدال إتباعا ، ومثال تقدير الفتح عدا ونحوه من الماضي المعتل الآخر ، ومثال تقدير الضم