وزعم الأخفش أن كاد قد تزاد واستدل بقوله تعالى : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) [طه : ١٥].
والجمهور تأولوا الآية على معنى أكاد أخفيها ، فلا أقول هي آتية ، وكسر السين من عسى لغة ، حكى ابن الأعرابي عسى فهو عس ، وإذا اتصل بها ضمير الرفع نحو : عسيت وعسين وعسينا وعسيتم جاز فيها الفتح والكسر ، والفتح أكثر وأشهر ، وقرئ بالوجهين في السبع ، أما مع ضمير النصب فليس إلا الفتح.
(ص) مسألة : تعمل ككان لكن خبرها مضارع مجرد من أن مع هلهل ، وما للشروع ومعها مع أولى ، والرجاء وفي الباقي الوجهان ، والحذف مع كاد وكرب أعرف ، وعسى وأوشك ، قيل : وقارب بالعكس ، وندر دخول أن مع جعل ، والباء مع أن في أوشك والسين عن أن في عسى ، ومجيء خبرها وكاد مفردا وجعل جملة اسمية ، وإسناد عسى إلى الشأن ، ونفيها ونفي خبر كاد ، وزعم الكوفية ذا أن بدلا مما قبله ، وقوم مفعولا به ، وقوم بإسقاط الجار ، وقيل : بتضمين الفعل ، وقيل : رفع ساد عن الجزأين.
(ش) أفعال هذا الباب تعمل عمل كان فترفع المبتدأ اسما لها وتنصب الخبر خبرا لها ، ويدل على ذلك مجيء الخبر في بعضها منصوبا كما سيأتي ، ولا خلاف في ذلك حيث كان الفعل بعدها غير مقرون بأن ، أما المقرون بها فزعم الكوفيون أنه بدل من الأول بدل المصدر ، فالمعنى في كاد أو عسى زيد أن يقوم : قرب قيام زيد ، فقدم الاسم وأخر المصدر ، وزعم المبرد أنه مفعول به ؛ لأنها في معنى قارب زيد هذا الفعل ، وحذرا من الإخبار بالمصدر عن الجثة ، وردّا بأن أن هنا لا تؤول بالمصدر وإنما جيء بها لتدل على أن في الفعل تراخيا ، وزعم آخرون أن موضعه نصب بإسقاط حرف الجر ؛ لأنه يسقط كثيرا مع أن ، وقيل : يتضمن الفعل معنى قارب ، وزعم ابن مالك أن موضعه رفع ، وأن والفعل بدل من المرفوع ساد مسد الجزأين كما في (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) [العنكبوت : ٢] ، قال في «البسيط» : وهذه التأويلات تخرج الألفاظ عن مقتضاها بلا ضرورة مع أنها لا تسوغ في جميعها ، وانفردت هذه الأفعال بالتزام كون خبرها مضارعا.
ثم هو ثلاثة أقسام : ما يجب تجرده من أن وهو خبر هلهل وأفعال الشروع ؛ لأنها للأخذ في الفعل ، فخبرها في المعنى حال وإن تخلص للاستقبال.
وما يجب اقترانه بها وهو خبر أولى ، وأفعال الرجاء ؛ لأن الرجاء من مخلصات الاستقبال فناسبه أن.