سلوكها من أسباب نجاحها ، والربح في غدوها عليها ورواحها. أما الجهل بذلك
فيصل منه إلى أدمغة الرجال زمهير الجمود ، وإلى قلب المال لام الجحود.
ومن توجهت نحوه
سهام المطامع ، ولم يجد لها من مدافع احتضن ماله وطار إلى منازل الأمن واستنشاق
رياح الراحة :
إذا ناكرتني
بلدة أو نكرتها
|
|
خرجت مع البازي
علي سواد
|
وقد جرت قوانين
الأمم الراقية ذيلها على آثار العادات المؤلمة من المصادرة للمتوظفين في المال ،
وأسدلت ستار الإنصاف دون تلك الروايات المدهشة. ومن هذا يتجلى أن الأمة في تلك
الأدوار تفقد المال من عدم الاستعمال كما تفقد الرجال في بعض الأحوال. والآن أخذت
المملكة تعلق على المستقبل آمالها وتدير أموالها وتظهر نباهة رجالها ومقدرة
أعمالها في التجارة وغيرها في فسيح الأمن وجنبات الحرية بفضل الامتزاج بالأمم
الحية.
٤ ـ ومن السفر
للمال الاستجداء بالشعر وإهداء التأليف. وإجازة الشعراء من قديم أوجبتها العرب على
نفسها وكذلك الملوك وعظماء الرجال وكبار النفوس ، ولصاحب النبوءة الخاتمة صلى الله
عليه وسلم عند سماع الشعر اهتزاز وجود.
وللملوك في
أنواع الإجازة غرائب يقصدونها حتى تخيلوا أن المجيز يملؤ فم الشاعر باللآلي كما
ترى صورة ذلك عند الكلام على مكتبة باريس أخذا من نسخة مقامات الحريري العتيقة.
صور الخليفة
الآمر بأحكام الله في أوايل القرن الخامس بمصر شعراؤه واستدعى من كل واحد منهم
قطعة من الشعر في المدح ، وكتب ذلك عند رأس كل شاعر وبجانب صورة كل منهم رف لطيف
مذهّب ، حتى إذا دخل الآمر وقرأ الأشعار أمر أن يحط على كل رف صرة مختومة فيها
خمسون دينارا وأن يدخل كل شاعر ويأخذ صرته بيده. ويقول الخليل بن أحمد :
لا تقبلن
الشعر ثم تعقه
|
|
وتنام
والشعراء غير نيام
|