قائمة الکتاب
إضاءة
تنويع الكلام على باريز
١٨٢
إعدادات
البرنس في باريس
البرنس في باريس
المؤلف :محمّد المقداد الورتتاني
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر
الصفحات :395
تحمیل
يقربه الإخباريون ويبعده قوم آخرون. غير أن المقلد في الإصلاح والآخذ عن الأمم الراقية تقرب منه النتيجة ويفوز في وقت قصير ، ولو بقي على حالة الانفراد والتفكير والاختبار لما بلغ أمرا أو حصل على مقصد أو أتى بشيء.
وتونس لو لم تكن لديها التعاليم الجديدة والمدد المالي والعلمي والإداري ما حصلت في بحر جيل واحد بفضل الامتزاج ، وهو درس عن عيان ، على الدرجة التي عليها الآن من حياة الفكر والسير الحثيث في تطلب الغايات العالية في الصنائع والفلاحة والمعارف والإدارة والاقتصاد والنظام وحفظ الصحة وتدوين العلوم واحترام الأفكار وآداب الاجتماع ومعرفة قيمة الزمان والتشبث بالعمل والجد.
تنويع الكلام على باريز
بعض شؤون باريز التي تتعلق بها الرحلة هي حسب التقسيم الآتي :
١. القسم الإداري.
٢. القسم العلمي.
٣. المعابد والملاجي.
٤. عمران المدينة.
١. أول ما يخطر ببال التونسي إذا حل بباريز ويهمه معرفته هو القسم الإداري الذي ترجع المملكة التونسية لنظره ويدير أعمالها وهو الوزارة الخارجية. زرت ذلك القصر في غد يوم وصولي وهو على الضفة الجنوبية من نهر الساين وغربي دار مجلس الأمة تفتح أبوابه شمالا. ومن الغريب أن كان وزير الخارجية إذ ذاك هو المسيو بيشون ومدير دائرته المسيو فوتي والمكلف بالقسم التونسي المسيو بيو وكلهم ممن خدم بالمملكة التونسية وعرف طيب هوائها ومحاسن سكانها مثلما عرفت المملكة أعمالهم بها. وتواضع المتوظفين في دوائرهم وبشاشة أتباعهم على المعروف من حسن خلق المستعرب السيد دولور ناظر ديوان الكتابة العامة عندنا.