واعلم بأنهم إذا لم ينصفوا |
|
حكموا لأنفسهم على الحكام |
وجناية الجاني عليهم تنقضي |
|
وعقابهم يبقى مدى الأيام |
ولى الحجاج قطن بن قبيصة الهلالي فارس وكرمان ، فلما انتهى إلى نهر ولم يقدر أصحابه على عبوره قال من جازه فله ألف درهم ، فجازوه فوفى لهم وكان ذلك أول يوم سميت الجائزة جائزة. قصد القيروان من المشرق الشاعر ربيعة ابن ثابت الأسدي ومدح يزيد ابن حاتم أمير القيروان المستولي سنة ١٥٥ إلى سنة ١٧١ بقصيدته التي يقول في أثنائها :
وشتان ما بين اليزيدين في الندى |
|
يزيد سليم والأغر بن حاتم |
وجرى هذا البيت مجرى الأمثال ، وفي ضمن مدحه هجا يزيد السلمي حتى قال :
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله |
|
وهم الفتى القيسي جمع الدراهم |
وتوهم في آخر الأمر أن لا يحصل على مراده من يزيد بن حاتم ، والشعراء أهل خواطر فقال :
أراني ولا كفران لله راجعا |
|
بخفي حنين من نوال ابن حاتم |
غير أن أمير القيروان أحسن جائزته وأكرم وفادته. وعايلة بني المهلب بالقيروان من أحسن عايلات الملك شجاعة وكرما وتدبيرا ، ومن شعر يزيد :
لا يألف الدرهم المضروب خرقتنا |
|
إلّا لماما يسيرا ثم ينطلق |