صديقي السيد كابار وشاهدت البيت الذي به مجالس الأعضاء للنظر في المسائل وجزت بيت المكاتبين للجرائد ، وكان عددهم كثيرا واستنطاقهم محادثهم واقتباس أخباره تسبق لك به العيون قبل الألسن ، وعدد أعضاء مجلس الشيوخ ٣٠٠ ، وعمر الواحد لا يقل عن أربعين عاما. وهو الأمد الذي يكمل فيه العقل ويبلغ فيه الإنسان الأشد. منهم ٢٢٥ تنتخبهم عمالات فرانسا و ٧٥ بالانتخاب العام والقسم الأول لمدة أعوام ٩ وثلث العدد ينتخب بعد ثلاثة أعوام ، والقسم الثاني بانتخاب السينات أنفسهم.
الحسبة والبوليس
الحسبة في الإسلام إحدى الوظايف الدينية الستة بعد الإمامة. وهي القضاء والمظالم والحسبة والشرطة والمصر والرد.
وقد عرفها الماوردي في كتاب «الأحكام السلطانية» بأنها الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه ، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله. وهي حق على كل مسلم إلا أن والي الحسبة قد تعين لذلك بحكم الولاية وأما غيره فداخل في فرض الكفاية. وإنما ناطوها بوال خاص ليكون مشتغلا بذلك وحده متتبعا ذلك غاية جهده وليكون مشهورا يقصده الناس للاستعداء من التعديات. وقد يجعل له من جملة وظيفته أن يباشر التعزير على المنكرات ، وقد لا يجعل له ذلك في الولاية بل يقتصر على الكشف على المناكر ولكنه يرجع أمرها للقاضي. وأخص ما ينظر فيه أحوال الأسواق من بخس أو تطفيف أو غش وأحوال من لا يستطيع الدفع عن نفسه وليس له من يدفع عنه كالحيوان. وكثيرا ما كانوا يضمونها لخطة القضاء وكذلك كانت بتونس من جملة خطة قاضي الجماعة ، وفي سنة ١٢٧٠ أفرد بعض خصائصها فألحق بالإدارة البلدية وبقي بعضها تبعا لقضاء الجماعة. وكانت لا تسند إلّا لمن هو من وجوه المسلمين وأعيان المعدلين. ومن وظايف نوابه أن يتبعوا الطرقات ويمنعوا من المضايقة فيها ، ومنها أن يلزموا أرباب الحيوان بأن لا يحملوا أكثر من وسق السلامة ـ ومن لطائف نوادر الحسبة ما وقع لابن عائشة الذي كان والي الحسبة من الدولة العباسية أنه رأى رجلا يكلم امرأة في