والملاحظ أن الورتتاني غالبا ما يستدعي التاريخ العربي ومعالمه أثناء توقفه عند المنجزات الأوربية من طائرات ومكتبات ومستشفيات وغيرها. وهو كثيرا ما يستشهد بكلام ابن خلدون في تفسير الظواهر السياسية معتمدا نظريته في العمران البشري والعصبية (٧٤). كما أنه حلى رحلته بمتن شعري كبير تعود جملة معتبرة منه لصديقه الشاعر صالح سويسي المتوفى سنة ١٩٤١ م (٧٥). وورد لدى الزركلي أن ديوانه غير مطبوع (٧٦) ، في حين أنه مطبوع بتونس سنة ١٩١١ بعنوان «زفرات الضمير» (٧٧). هذا بالإضافة إلى شواهد شعرية من مختلف العصور يوردها الورتتاني كلما اعتبرها مناسبة للسياق ، فضلا عن أشعار له هو ، وإن كانت قليلة (٧٨).
وزيادة على وصف المدن والقرى التي حل بها وحال سكانها وعاداتهم (٧٩) والمقارنة بينهم أحيانا ، تطرق الورتتاني لوصف معالم كثيرا ما تكرر ورودها في رحلات العرب إلى فرنسا بصفة خاصة ، كمدينة باريس ومدرسة اللغات الشرقية (٨٠) التي وصف ماجريات امتحانا حضره بها ، والمكتبة الوطنية بباريس (٨١) ، ومتحف اللوفر (٨٢) ،
__________________
(٧٤) المصدر السابق : ١٨٦ و ١٩٥ و ٢٠٩ مثلا.
(٧٥) الأعلام : ٣ / ١٩١.
(٧٦) المرجع السابق.
(٧٧) الحركة الأدبية والفكرية في تونس : ٩٥.
(٧٨) البرنس في باريز : ٨٧ ـ ٨٨ ـ ١٢٨.
(٧٩) انظر مثلا : ص ٢٧٠.
(٨٠) البرنس في باريز : ١٥٥.
(٨١) المصدر السابق : ١٦٤.
(٨٢) المصدر السابق : ١٧٠.