القانون حتى في أواخر القرن السادس عشر وتمسكوا به بعد نحو اثني عشر قرنا ، وذلك عند ما طلبت إسبانيا بمناسبة تحريم البابا هنري الرابع لما كان من البروتستانت ، أن تكون امرأة منهم ملكة على فرانسا ، فقالوا لا يجوز تغيير القانون الفرنساوي القديم القاضي بحرمان النساء من التاج الملكي. والفرنساويون مشرعون من قديم يسنون القوانين ويحافظون عليها كالرومانيين. ولما هجم (أتيل) ملك (الليها) على الفرا في القرن الخامس بعد المسيح اتحد هؤلاء مع الفيزيكو ، إخوانهم البرابرة ، ومع السكان الأصليين وهم كولو رومان أي الكولوا والرومان وأطردوا الليهانيين. قلت ولو لا اتحاد الغاليين السكان الأصليين مع القبايل الافرنكية الدخيلة في بلاد غاليا لما أمكن للافرنك التغلب على الليهانيين ، خصوصا لو انضم الغاليون السكان الأصليون إلى العدو المهاجم لكان انكسار الإفرنك في الحروب وخروجهم من أراضي غاليا سهلا جدا لوقوعهم بين نارين.
نظير هذا الاتحاد جرى في حروب يوسف بن تاشفين للإسبان واتحاد سكان الأندلس مع المرابطي المؤلف جيشه من السودان وبرابرة المغرب الأقصى ، فانتصر بذلك ابن تاشفين في واقعة الزلاقة عام ٤٧٩ هجريا مع زعيم ملوك الأندلس صاحب إشبيلية ابن عباد على العدو انتصارا باهرا ، وكانت الأندلس من بعد ذلك له وللأندلسيين. وكما اطمأنت خواطر الدولة العربية في شمال إفريقيا ورسخ قدمها لما اتحد معها السكان الأصليون وهم البرابرة ، بل وفتحوا معها شبه جزيرة الأندلس ، أما قبل الاتحاد مع السكان الأصليين فقد كانت إفريقية تتقد نارا. والفضل في ذلك لموسى بن نصير الذي استمالهم بإحسانه حتى أعطوه أبناءهم فتح بهم سلطنة الأندلس. وكذلك عبد المومن بن علي استمال سكان المملكة التونسية من الجنس العربي الوارد من الأبواب المصرية والمتغلب على دولة صنهاجة بالقيروان وبجاية واستنجدهم بقصيدته المشهورة التي يقول فيها :
أقيموا إلى العلياء هوج الرواحل |
|
وشدوا إلى الهيجاء جرد الصواهل |
بني العم من آل هلال بن عامر |
|
وما ولدته وائل وابن وائل |