فاي نعمة كبيرة
أسبغها الإسلام على البشر بحرمة النظر ، ونظافة الأجواء العامة من سهام إبليس؟!
جاء في حديث
مأثور عن الامام أمير المؤمنين عليه السّلام :
«ليس في البدن شيء أقل
شكرا من العين ، فلا تعطوها سؤلها ، فتشغلكم عن ذكر الله ، ثم قال لكم أول نظرة
الى المرأة ، فلا تتبعوها بنظرة أخرى ، واحذروا الفتنة. إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه
فليأت أهله ، فان عند أهله مثل ما رأى»
وقد استخدم
الله كلمة «من أبصارهم» في التعبير القرآني دلالة على التبعيض ، فليس كل نظرة حرام
، وانما يحرم منها المريب ، والنظر الى مالا يحله الله.
والغض في اللغة
، بمعنى الخفض ، ومقصود الآية ان يحفظوا من أبصارهم ، فالإنسان لا يمكنه ان يغير
العالم ، ولكنه يستطيع ان يكيف نفسه حسب حكم الشرع ، فاذا لحظ منظرا حراما يستطيع
اجتنابه عبر طريقين : فأما أن يزيل هذا الواقع الفاسد ، وأما ان يشيح ببصره عنه ،
ولم يأمر الله بإغماض العين لما في ذلك من احتمال للضرر كالسقوط في حفرة.
إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ
بِما يَصْنَعُونَ
فاذا التف أحد
على القانون ، أو عجز الحاكم عن متابعته ، فانه لن يلتف على الله الخبير الذي يعلم
المطبق للقانون من المخالف له ، ظاهرا أو باطنا ، فمن الأصلح للإنسان ان يجعل
ضميره حارسا عليه ، ومراقبا لأعماله ، حتى لا يسخط الله ،
__________________