العلم .. وكلما زاد العلم تقدما كلما توغل في معرفة الآثار التي تخلفها الظواهر .. وأبرز مثل لذلك المرض فانه يخلف آثاره على كل جوارح الفرد. وعلى نظام دورته الدموية ، وشبكة غدده ، وافرازاتها ، ومختلف انسجة جسمه. الا ان علماء الطب يختلفون من عصر لعصر في قدرتهم على اكتشاف المرض من خلال تلك الآثار ، فمنهم من يكتشفها من النبض ودقات القلب ، أو من لون البشرة أو من خطوط الكف ، ومنهم من يكتشفها بالموجات الكهربائية المنبعثة من حركة القلب أو الدماغ أو من تحليل الدم والافرازات. وهكذا تجد ان التأثيرات مكتوبة على لوحة الطبيعة ، وانما الاختلاف في القدرة على قراءتها.
وهكذا كل أعمالنا تكتب على عشرات الألواح ، وتتجلى يوم القيامة أمامنا فتعقل ألسنتنا عن الإنكار .. الا فلتستعد لذلك اليوم الرهيب الذي تبلى فيه السرائر.
ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ :
[٧١] وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً
اي انهم يعتقدون ان بامكانهم ان يفلتوا من قبضة الحق ، ومن نطاق المسؤولية عبر عبادة غير الله التي ما انزل بها من سلطان ، فلم يعط إذنا صريحا بيّنا لهم بعبادتهم.
وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ
ان تتعبد بعلم هذه حجة قطعية وفي غير هذه الحالة لا بد ان تتعبد باتباع من تعرف يقينا ان الله جعله وليا عليك ، اما ان تتعبد بلا علم ولا شريعة ، فعبادتك باطلة ، وعملك هباء.
وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ