دافع الحسد ، وهي غريزة الحرص على التفوق والاستعلاء.
إن البشرية بإمكانها ان تتقاسم بينها خيرات الأرض دون الحاجة الى الاقتتال ، إذ أن الله وفر للبشرية ضرورات حياتها فهي لا تحتاج الى الصراع مع بعضها من أجل الحصول على هذه الضرورات.
ولكن الحروب انما كانت من ثورة غريزة الاستعلاء الشيطانية التي يجب لجمها وتحديدها.
ان قابيل لم يقتل أخاه من أجل الصراع على البقاء كما يزعم المذهب الدار ويني ، ولا من أجل الحصول على بنت أجمل كما يزعم المذهب الفرويدي ، ولا من أجل سوء التربية وضغوط الاجتماع ، أو الصراع الطبقي أو غيرها مما تزعمها المذاهب الاجتماعية المختلفة ، كلا ، ولكنه قتله لحب الاستعلاء والحسد ، وإذا سيطرت البشرية على غريزة الاستعلاء في ذاتها فقد وفقت للعيش بسلام مع بعضها وانتزعت من نفسها فتيل الحروب.
لقد كان موقف هابيل أمام التهديد بالاعتداء موقف المسالم.
(قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
عبرتان :
الاولى : ان كثيرا من الحروب تقع بدافع الخوف من الاعتداء فمثلا : تخشى دولة معينة من اعتداء جارتها عليها ، فتتسلح ، وحين ترى جارتها عملية التسلح تخشى هي بدورها فتتسلح هي الاخرى فتخشى إحداهما من مبادرة الاخرى بالهجوم فتهجم ، فتدافع الاخرى عن ذاتها ، وبالتالي تجد ان كلتا الدولتين