(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً)
أصحيح زعم هؤلاء بأنهم مؤمنون وهم يخالفون أبسط قواعد الايمان ، وهو الكفر بالطاغوت؟ ويذهبون اليه خاضعين أم انه ضلال بعيد؟
ان الله بعث رسله لكي يذكروا الناس بربهم ، ويعبدوه وحده ، ويتحرروا من عبادة الطاغوت ، فاذا عاد الناس الى الطاغوت انتهى كل شيء ، ولم يبق الّا قشور الايمان.
[٦١] في حالة الرخاء يبتعد هؤلاء عن قيادة الرسول ، ويبعدون عنها الناس بكل عناد ويلتجئون الى الطاغوت زاعمين انه أفضل لهم ، ولكن سرعان ما يكتشفون ان الطاغوت قد خدعهم وأراد استعبادهم. فيعودون الى الرسول وهم يبررون موقفهم السابق بأنه كان بنية طيبة حيث أرادوا خدمة الناس ، وحل الخلافات بينهم ، أو حل خلافات ناشئة من سوء الفهم وليست خلافات مبدئية؟ وبالطبع ان هذا التبرير باطل وسخيف ، ولكن على الرسول الا يطردهم ، بل ينصحهم بكلام ينفذ في أنفسهم عسى الله ان يهديهم الى الايمان الواقعي.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ)
أي عودوا الى كتاب الله وقيادة الرسول.
(رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً)