حقوق الآخرين ، وهي لا تستطيع أن تكون فيصلا حاسما في كثير من المشاكل المعقدة ، التي يظن كل طرف انه صاحب الحق فيها ، ويورد أدلة كثيرة على ظنه. هنالك نرى ضرورة وجود السلطة الشرعية القوية التي يلتزم الجميع بحكمها ، وهي متمثلة في النبي وأولي الأمر من بعده.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)
ان أولي الأمر هم الامتداد الطبيعي للرسول ، وهم أهل بيته من بعده ، والعلماء بالله ، الأمناء على حلاله وحرامه ، الأكفاء على القيام بأمره ، الصابرون المتقون ، وبالتالي هم أكثر الناس طاعة لله ، وأقربهم الى نهج رسوله ، ويتحقق اليوم في حملة رسالة الله في الأرض انى كانوا.
والهدف من هذه الطاعة هو فض الخلافات بردها الى حكم الله ، وقضاء رسوله أو اولي الأمر من بعده.
(فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
أي ان رفع الدعاوي الى الرسول خير لكم ، لأنه يساعد على فض النزاعات ، وهو أفضل عاقبة في المستقبل ، لأنه يعطيكم التلاحم والرصانة.
طاعة الطواغيت ضلال
[٦٠] والتحول عن قضاء الرسول الى قضاء حكام الجور من الطواغيت ضلال شيطاني ، إذ أن الله أمر المؤمنين بالكفر بالطاغوت والثورة على سلطانه ، فكيف يجوز التحاكم اليه ودعوته للتدخل في شؤون المؤمنين الداخلية؟!