وكان آخر ولاية
الحسن تمام ثلاثين سنة ، وسلم الأمر لمعاوية ، فاستقر في الخلافة في شهر ربيع
الأول سنة ٤١ من الهجرة الشريفة ، واستمر في الخلافة نحو عشرين سنة إلى أن توفي بدمشق
في النصف من رجب سنة ستين من الهجرة ، وكان يلقب بالناصر لحق الله تعالى.
فلما توفي
استقر بعده في الخلافة ولده يزيد بن معاوية ولقب نفسه بالمستنصر على أهل الزيغ ، وكان قد بويع له
بالخلافة قبل وفاة أبيه ، ثم جددت له البيعة بعد وفاته ، فأساء السيرة ، وجار على
الرعية وتجاهر بالمعاصي.
فلما اشتهر
جوره وكثر ظلمه ، وقتل آل الرسول ، صلىاللهعليهوسلم ، اجتمع أهل المدينة ، على إخراج عامله عثمان بن محمد
بن أبي سفيان ومروان بن الحكم وسائر بني أمية ، وذلك بإشارة عبد الله بن الزبير. فلما
بلغ ذلك يزيد بن معاوية سير الجيوش لأهل المدينة وجهز مسلم بن عقبة المزني فانتهب
المدينة الشريفة وقتل أهلها. ثم قصد مكة فمات قبل وصوله إليها ، واستخلف على الجيش
الحصين بن نمير. فأتى مكة وحصر ابن الزبير أربعين يوما ، ونصب المجانيق وهدم الكعبة
الشريفة وأحرقها ، وكان ذلك قبل موت يزيد بأحد عشر يوما.
فأهلك الله
يزيد ومات وكان موته بحوارين من عمل حمص لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ٦٤
من الهجرة ، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ، وكانت مدة خلافته ثلاث
سنين وثمانية أشهر.
وكانت سيرته
أقبح السير ، ولو لم يكن منها إلا قتل الحسين في أيامه وما وقع في حق ذرية النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، لكفاه ذلك في قبح السيرة.
واستقر بعده في
الخلافة بدمشق ولده معاوية بن يزيد بن معاوية ، ولقب
__________________