رأى (١) أحد من الناس منهم جيفة في الأرض ، والله أعلم (٢) ، ونسأله العافية.
ذكر صعود عيسى (٣) عليهالسلام إلى السماء (٤)
ولما أعلم الله سبحانه وتعالى ، المسيح أنه خارج من الدنيا ، جزع من ذلك ، ودعا الحواريين (٥) ، فصنع لهم طعاما وقال : أحضروني الليلة فإن لي إليكم حاجة. فلما اجتمعوا بالليل عشاهم وقام يخدمهم ، فلما فرغوا (٦) من الطعام أخذ يغسل أيديهم ويمسحها بثيابه ، فتعاظموا ذلك. فقال : من رد عليّ شيئا مما أصنع فليس مني. فتركوه (٧) حتى فرغ ، فقال لهم : إنما فعلت هذا اليوم ليكون أسوة بي (٨) في خدمة بعضكم بعضا. وأما حاجتي إليكم فإن تجتهدوا في الدعاء إلى الله تعالى ، أن يؤخر أجلي.
فلما أرادوا ذلك ألقى الله عليهم النوم حتى لم يستطيعوا الدعاء ، وجعل المسيح يوقظهم وينبههم ، فلم يزدادوا (٩) إلا نوما وتكاسلا ، وأعلموه أنهم مغلوبون على ذلك ، فقال المسيح : سبحان الله يذهب بالراعي وتتفرق الغنم. ثم قال لهم : الحق أقول لكم ليكفرن (١٠) بي أحدكم قبل أن يصيح الديك ، وليبغي أحدكم بدراهم يسيرة ويأكل ثمني (١١).
وكان اليهود قد جدوا في طلبه ، فحضر بعض (١٢) الحواريين إلى هرودوس (١٣) الحاكم على اليهود وإلى جماعة من اليهود وقال : ما تجعلون لي إذا دللتم على المسيح ، فجعلوا له ثلاثين درهما ، فأخذها ودلهم عليه. فرفع الله
__________________
(١) فما رأى أ ج هت : فما وارى ب : ـ د / / والله أعلم ونسأله العافية أ ه : فسأل الله تعالى العافية في ذلك والله أعلم ب : والله أعلم ج : ـ د.
(٢) هذا الخبر قال عنه ابن كثير أنه غريب جدا ، ينظر : ابن كثير ، تفسير ٢ / ١١٩.
(٣) صعود عيسى أ ج ه : صعود سيدنا عيسى ب د.
(٤) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٦٠٢ ؛ الثعلبي ٢٢٥ ؛ ابن الأثير ، الكامل ١ / ١٨١ ؛ ابن كثير ، البداية ٢ / ٩١ ؛ ابن كثير ، قصص ٥٣٢ ؛ القرماني ١ / ٢٢٠.
(٥) ودعا الحواريين فصنع أ ه : فدعا الحواريين ووضع لهم ب د : فدعا الحواريين وصنع لهم ج.
(٦) فلما فرغوا أ ج د ه : فلما فرغ ب.
(٧) فتركوه حتى فرغ أ ج ه : فتركوه فلما فرغ ب د / / فقال لهم أ ج ه : قال لهم ب د.
(٨) في ب ج د ه : لي أ.
(٩) فلم يزدادوا أ ه : فلا يزدادون ب ج د.
(١٠) ليكفرن بي ب ج د ه : يكفرون في أ.
(١١) ويأكل ثمني أ ج د : وكلن ثماني أ : ويأكلن ه.
(١٢) بعض : هنا تأتي بمعنى أحد الحواريين كما وردت في تاريخ ابن كثير ٢ / ٩٤.
(١٣) هرودوس أ ه : هردوس ب ج د.