ذكر وفاة عمر رضياللهعنه
روي أنه خرج لصلاة الصبح في جماعة فضربه أبو لؤلؤة / / غلام المغيرة بن شعبة ، لما وقف يصلي ـ بخنجر برأسين وطعنه ثلاث طعنات إحداها (١) تحت سرته وهي التي قتلته ، وطعن اثني عشر رجلا من أهل المسجد. فمات منهم ستة. ثم نحر نفسه بخنجره ، فمات لعنه الله.
ولما طعنه أبو لؤلؤة وقع على الأرض ثم قال : أفي الناس عبد الرحمن بن عوف؟ قالوا : نعم ، قال : مروه يصلي بالناس ، وقال لولده عبد الله : انظر من الذي قتلني؟ فقال : يا أمير المؤمنين (٢) ذلك أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ، فقال : الحمد لله الذي لم يجعل قتلي على يد رجل سجد لله سجدة واحدة.
ثم بعث ابنه عبد الله إلى عائشة ، رضياللهعنها ، فقال : قل لها : يقرأ عليك عمر السلام ، ولا تقل لها (٣) أمير المؤمنين ، فإني لست اليوم أمير المؤمنين ـ ويقول لك أنه لا حق بربه أفتأذنين له أن يدفن مع صاحبيه (٤) ، فجاء عبد الله إلى عائشة فاستأذن عليها فأذنت له ، فبلغها رسالة أمير المؤمنين عمر ، رضياللهعنه (٥) ، فتأوهت وبكت ، وقالت : لقد كنت أشم رائحة رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، في أبي بكر ، فلما مات أبو بكر كنت أشم رائحته في أمير المؤمنين عمر ، ما لي وللدنيا أفقد فيها الأحباب واحدا واحدا (٦) ، ثم قالت : بلغ أمير المؤمنين مني السلام ، وقل له : ألا إنها كانت (٧) ادخرت ذلك لنفسها ولكنها آثرتك اليوم على نفسها.
فلما رجع عبد الله ، قال له عمر : ما ورائك يا عبد الله؟ قال : الذي تحب قد أذنت لك عائشة ، قال : الحمد لله ما كان شيء أهم إليّ من ذلك ، فإذا أنا قبضت فارجع إلى عائشة فاستأذنها ثانيا فربما تكون استحيت مني وأنا حي ، فلا تستحي مني وأنا ميت ، وأوصاهم أن يقتصروا في كفنه ، ولا يتغالوا.
وتوفي يوم السبت خلت ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين (٨) للهجرة الشريفة.
__________________
(١) إحداها ب ج : أحدها أ د : ـ ه.
(٢) يا أمير المؤمنين ب ج ه : ـ أ د.
(٣) ولا تقل لها أ ج ه : ولا تقل ب : ـ د / / المؤمنين ب ج د ه : ـ أ.
(٤) صاحبيه ب ج د ه : صاحبه أ.
(٥) عمر رضياللهعنه ب ج د ه : ـ أ.
(٦) واحدا واحدا أ ج د ه : واحد بعد واحد ب.
(٧) كانت أ ج : + قد ب د ه.
(٨) ٢٣ ه / ٦٤٣ م.