قال ابن الفاكهاني (١)(٢) ، قلت : وإنما كان أفضل من عتق الرقاب ـ والله أعلم ـ لأن عتق الرقاب في مقابلته (٣) العتق من النار ودخول الجنة ، والسلام عليه في مقابلته سلام الله تعالى وسلام من الله أفضل من مائة ألف ألف جنة (٤) ، فناهيك بها من جنة ، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا مرافقته في الجنة بمنه وكرمه وجوده وإحسانه آمين.
فصل (٥) في زيارة النبي ، صلىاللهعليهوسلم ،
وما يستحب أن يفعله الزائر ويدعو به (٦)
يستحب لمن قدم المدينة الشريفة أن يغتسل قبل دخوله إليها ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه ويدخل بسكينة ووقار ، ويقول : بسم الله وعلى ملة رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. ويكره له (٧) الركوب في أزقتها إلا لعذر ، فإذا وصل إلى أحد أبواب المسجد الشريف قال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وكف عني أبواب سخطك ، الحمد لله الذي بلغني هذا الموضع الشريف وجعلني أهلا لحضور هذا المسجد العظيم وزيارة قبر رسوله الكريم ، فالحمد لله على ذلك عدد نعمه التي لا تحصى وإفضاله الذي لا يستقصى ولا يفنى ، ثم يقدم رجله اليمنى قائلا (٨) : بسم الله الرحمن الرحيم ، وبالله ومن الله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وكذا يتلو إذا خرج ويصلي على النبي ، صلىاللهعليهوسلم.
ثم يأتي المنبر مستديما للذكر والثناء والصلاة على رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، فيصلي عنده ركعتين تحية المسجد ويتحرى لصلاته جانب المنبر تجاه صندوق المصاحف ، ويجعل عمود المنبر حذاء منكبه الأيمن ويستقبل السارية التي إلى جانبها الصندوق ،
__________________
(١) ابن الفاكهاني : لم أعثر له على ترجمة في المصادر المتوافرة.
(٢) قال ابن الفاكهاني ... عتق الرقاب أ ب ج د : ـ ه.
(٣) في مقابلته أ ج ه : في مقابلة ب د / / ودخول الجنة أ ب ج د : والدخول للجنة ه.
(٤) جنة أ د ه : منه ب : حسنة ج.
(٥) فصل في أ : ذكر آداب أ ب د : آداب ج ه.
(٦) عن فضل زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم ، ينظر : ابن منظور ، مختصر ٢ / ٤٠٦.
(٧) ويكره به ب ج د ه : ويكره أ.
(٨) قائلا أ ج ه : ويقول ب د.