قتل ، فدعا الناس إلى البيعة ، فكانت بيعة الرضوان (١) تحت الشجرة ، فبايع الناس على الموت ، ثم أتاه الخبر أن عثمان لم يقتل.
ثم وقع الصلح بين رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، وبين قريش. فإنهم بعثوا سهيل بن عمرو (٢) في الصلح ، فأجاب (٣) النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، ثم دعا علي بن أبي طالب فقال : «أكتب بسم الله الرحمن الرحيم» ، فقال سهيل : لا أعرف هذا ولكن أكتب باسمك اللهم ، فقال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : «اكتب باسمك اللهم» ، ثم قال : «اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله» ، فقال سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اسمك واسم أبيك ، فقال رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم : «اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو على وضع الحرب عن الناس عشر سنين ، وإنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه» ، وأشهدوا في الكتاب على الصلح رجالا من المسلمين والمشركين ، ولما فرغ رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، من ذلك نحر هدية وحلق رأسه وفعل الناس كذلك ، ثم عاد إلى المدينة حتى إذا كان بين مكة والمدينة نزلت سورة الفتح : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً)(٤) ، ودخل في الإسلام في هذه السنة مثل ما دخل فيه قبل ذلك وأكثر ، والقصة مبسوطة (٥) ولكن المراد هنا الاختصار (٦).
ثم دخلت السنة السابعة من الهجرة ، وفيها كانت غزوة ذي قرد ، وذو قرد : موضع على ميلين من المدينة على طريق خيبر (٧) ، وهي الغزوة التي أغاروا (٨) فيها على لقاح النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، قبل خيبر بثلاث.
وفيها كانت غزوة خيبر في منتصف المحرم. سار النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، إلى خيبر وهي على ثمان برد من المدينة وأشرف (٩) عليها وقال لأصحابه : قفوا ثم قال : «اللهم رب
__________________
(١) ينظر : ابن هشام ٣ / ٢٠٢.
(٢) ينظر : ابن حبان ، تاريخ ١٢٢ ؛ ابن حجر ، الإصابة ٢٨٤.
(٣) فأجاب ب ج د ه : وأجاب أ.
(٤) الفتح : [١].
(٥) والقصة مبسوطة ب ج د ه : والقصة مشهورة أ.
(٦) عن صلح الحديبية : ينظر : ابن هشام ٣ / ٢٠٣ ؛ ابن سعد ٢ / ٧٢ ؛ ابن حبان السيرة ٢٨٤.
(٧) خيبر : الموضع الذي غزاه النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، على ثمانية برد من المدينة من جهة الشام وكان بها سبعة حصون لليهود وحولها مزارع ونخل ، ينظر : أبو الفداء ، تقويم ٨٨ ؛ البغدادي ، مراصد ١ / ٤٩٤ ؛ الحميري ٢٢٨.
(٨) أغاروا ب ج د ه : غاروا أ.
(٩) وأشرف أ ه : فأشرف ب ج د.