٤ ـ وصفه بالأوّاب ، وتعني رجوعه المتكرّر والمستمر إلى الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : (إِنَّهُ أَوَّابٌ).
٥ ـ تسخير الجبال معه لتسبّح في الصباح والمساء ، وهذا الأمر يعدّ من مفاخره ، قال تعالى : (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ).
٦ ـ مناجاة الطيور وتسبيحها الله مع داود ، وهذه من النعم التي أنعمها الله على داود ، قال تعالى : (وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً).
٧ ـ استمرار الجبال والطيور في التسبيح مع داود ، وكلّ مرّة يسبّح فيها تعود وتسبّح معه ، قال تعالى : (كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ).
٨ ـ أعطاه الله الملك والحكومة التي أحكمت أسسها ، إضافة إلى وضع كلّ الوسائل الماديّة والمعنوية التي يحتاجها تحت تصرّفه (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ).
٩ ـ منحه ثروة مهمّة اخرى ، وهي العلم والمعرفة التي تفوق الحدّ الطبيعي ، العلم والمعرفة التي هي منبع خير كثير ومصدر كلّ بركة وإحسان أينما كانت ، قال تعالى : (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ).
١٠ ـ وأخيرا فقد منّ الله عليه بمنطق قوي وحديث مؤثّر ونافذ ، وقدرة كبيرة على القضاء والتحكيم بصورة حازمة وعادلة ، قال تعالى : (وَفَصْلَ الْخِطابِ) (١).
حقّا إنّ أسس أي حكومة لا يمكن أن تصبح محكمة بدون هذه الصفات ، العلم والمنطق وتقوى الله ، والقدرة على ضبط النفس ، ونيل مقام العبودية لله.
* * *
__________________
(١) التفسير الكبير للفخر الرازي ، ذيل آيات البحث المجلد ٢٦ ، الصفحة ١٨٣.