في الدنيا ، أصدقائهم الذين انفصلوا عنهم في الطريق ، ولم يجدوا لهم أي أثر
في الجنّة ، فيسعون إلى معرفة مصيرهم.
نعم ، ففي
الوقت الذي كانوا فيه منشغلين بالحديث والسؤال عن أحوال بعضهم البعض ، (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ
يَتَساءَلُونَ).
فجأة خطر في
ذهن أحدهم أمر ، فالتفت إلى أصحابه قائلا : لقد كان لي صديق في الدنيا (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي
قَرِينٌ).
ومع الأسف ،
فإنّه انحرف عن الطريق الصحيح ، وصار منكرا ليوم البعث ، وكان دائما يقول لي : هل تصدّق
هذا الكلام وتعتقد به؟ (يَقُولُ أَإِنَّكَ
لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ).
هل أنّنا إذا
متنا وكنا ترابا وعظاما نحيا مرّة اخرى ، لنساق إلى الحساب ، والجزاء على ما
اقترفناه من أعمال؟ إنّ هذا ممّا لا ينبغي أن يصدق : (أَإِذا مِتْنا
وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) .
وهنا يخاطب من
كان يتحدّث معهم من أهل الجنّة ، بالقول : ليتني أعرف أين هو الآن؟ وفي أيّة ظروف
يعيش؟ فمكانه خال بيننا ..
ويضيف : أيّها
الأصدقاء ، هل تستطيعون البحث عنه ، ومعرفة حاله ، (قالَ هَلْ أَنْتُمْ
مُطَّلِعُونَ) .
وأثناء بحثه عن
قرينه وصديقه ينظر إلى جهنّم ، ويرى فجأة صديقه وسط جهنّم (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ
الْجَحِيمِ) .
فيخاطبه قائلا
: أقسم بالله لقد كدت أن تهلكني وتسقطني فيما سقطت فيه (قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) .
__________________