مَعْلُومٌ) أنّ أوّل هبة هي تلك المتعلّقة بالهبات المعنوية والروحية التي يعجز اللسان عن وصفها.
أمّا الأقسام الستّة الاخرى وهي الفواكه ، والشراب الطاهر ، والزوجات الصالحات ، والاحترام الكامل ، والمسكن الحسن ، والأصدقاء الجيدون في الجنّة ، فقد أعطت أبعادا مختلفة لنعم الجنّة ، والتي غالبا ما تمزج بالعطايا والمنح المادية والمعنوية.
لكن كلّ ما طرحناه كان بلغتنا التي لا تستطيع أبدا أن تعكس كلّ جوانب النعم في الجنّة ، ومن الطبيعي فإنّنا نحتاج إلى حواس سمع ونظر وإدراك اخرى ، إضافة إلى ألفاظ وجمل وكلام آخر ، كي نتمكّن من شرح هذه الأمور.
وبعبارة اخرى ، فإنّ حقيقة النعم التي تغدق على أهل الجنّة خفيّة عن أهل الدنيا ، إلّا إذا ذهبوا إلى هناك وشاهدوها عن قرب ليدركوها.
على أيّة حال ، فإنّ (عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) والذين وصلوا في علومهم وإيمانهم إلى مرحلة الكمال ، أعزّاء عند الله ، ويشملهم اللطف الإلهي بصورة غير محدودة ، ومهما تصوّرنا علو مقامهم ، فإنّهم أفضل وأعلى من ذلك.
* * *