سفيان ، فخرج زياد فقال : ويل أمّه لو كان له صلب قوم ينتمي إليهم (١).
ولمّا بويع معاوية قدم زياد على معاوية فصالحه على ألفي ألف ، ثم أقبل فلقيه مصقلة بن هبيرة الشيباني ، وضمن له عشرين ألف درهم ليقول لمعاوية : إنّ زياداً قد أكل فارس برّا وبحراً ، وصالحك على ألفي ألف درهم ، والله ما أرى الذي يقال إلاّ حقّا. فإذا قال لك : وما يقال؟ فقل : يُقال : إنّه ابن أبي سفيان. ففعل مصقلة ذلك ، ورأى معاوية أن يستميل زياداً ، واستصفى مودّته باستلحاقه ، فاتّفقا على ذلك ، وأحضر الناس وحضر من يشهد لزياد ، وكان فيمن حضر أبو مريم السلولي ، فقال له معاوية : بم تشهد يا أبا مريم؟ فقال : أنا أشهد أنّ أبا سفيان حضر عندي وطلب منّي بغيّا ، فقلت له : ليس عندي إلاّ سميّة. فقال : ائتني بها على قذرها ووضرها. فأتيته بها فخلا معها ، ثم خرجت من عنده وإنّ إسكتيها لَيقطران منيّا. فقال له زياد : مهلاً أبا مريم إنّما بُعثت شاهداً ولم تُبعث شاتماً. فاستلحقه معاوية (٢).
وفي العقد الفريد (٣) (٣ / ٣) : يقال : إنّ أبا سفيان خرج يوماً وهو ثمل إلى تلك الرايات ، فقال لصاحبة الراية : هل عندك من بغيّ؟ فقالت : ما عندي إلاّ سميّة. قال : هاتها على نتن إبطيها. فوقع بها فولدت له زياداً على فراش عبيد.
فوجد زياد نفسه بعد حسبه الواطئ ونسبه الوضيع ، بعد أن كان لا يُعزى إلى
__________________
(١) العقد الفريد : ٣ / ٢ [٥ / ٥ ـ ٦] ، تاريخ ابن عساكر : ٥ / ٤٠٩ [١٩ / ١٧٤ ، وفي تهذيب تاريخ دمشق : ٥ / ٤١٢ ، مختصر تاريخ دمشق : ٩ / ٧٥] ، كامل ابن الأثير : ٣ / ١٩١ [٢ / ٤٧٠ حوادث سنة ٤٤ ه]. (المؤلف)
(٢) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٩٤ [٢ / ٢١٩] ، مروج الذهب : ٢ / ٥٦ [٣ / ١٦] ، تاريخ ابن عساكر : ٥ / ٤٠٩ [٦ / ١٩ / ١٧٢ رقم ٢٣٠٩ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ٩ / ٧٦] ، كامل ابن الأثير : ٣ / ١٩٢ [٢ / ٧٤٠ حوادث سنة ٤٤ ه] ، شرح ابن أبي الحديد : ٤ / ٧٠ [١٦ / ١٨٧] ، الإتحاف للشبراوي : ص ٢٢ [ص ٦٦]. (المؤلف)
(٣) العقد الفريد : ٥ / ٥.