قال الأميني : هذا الإسناد مضافاً إلى ما في رجاله من المجهول والضعيف ومن تغيّر عقله (١)وأسنده إليه من سمع عنه بعد اختلاطه،كما في تهذيب التهذيب (٢)(٨ / ٣٧٥).
فيه : محمد بن يونس الكديمي ، وقد عرّفناك ترجمته في الجزء التاسع (٣) (ص ٣١١ الطبعة الأولى) ، وأنّه كذّاب وضّاع من بيت عُرف بالكذب. كان يكذب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى العلماء ، ولعلّه وضع على الثقات أكثر من ألف حديث.
اقرأ وأعجب من خلافة تدعم بمثل هذه الخزاية ، ثم اعجب من حفّاظ أخرجوها في تآليفهم محتجّين بها ساكتين عنها وهم يعلمون ما فيها من العلل ، وإنّ ربّك ليعلم ما تكنّ صدورهم وما يعلنون.
لفت نظر :
من عجيب ما نراه في هذه الرواية وأمثالها من الموضوعات في مناقب الثلاثة أو الأربعة تنظيم هذا الصفّ المنضّد كالبنيان المرصوص الذي لا اختلاف فيه. فلا يأتي قطّ أوّلاً إلاّ أبو بكر ؛ وثانياً إلاّ عمر ، وثالثاً إلاّ عثمان ، ورابعاً إن كان لهم رابع إلاّ عليّ عليهالسلام سبحان الله فكأنّهم متبانون على هذا الترتيب ، فلا يتقدّم أحد أحداً ، ولا يتأخر أحد عن أحد ، ففي حديث التسبيح : جاء أبو بكر فسلّم ، ثم جاء عمر فسلّم ، ثم جاء عثمان فسلّم ، ثم جاء عليّ فسلّم.
وفي حديث البستان ، عن أنس : جاء أبو بكر ، ثم جاء عمر ، ثم جاء عثمان (٤).
وفي حديث بئر أريس ، عن أبي موسى : جاء أبو بكر ، ثم جاء عمر ، ثم جاء
__________________
(١) هو قريش بن أنس ، المترجم في تهذيب التهذيب لابن حجر. (المؤلف)
(٢) تهذيب التهذيب : ٨ / ٣٣٥.
(٣) أنظر : ٩ / ٣١٣ من هذه الطبعة.
(٤) راجع الجزء الخامس : ص ٣٣٣. (المؤلف)