أين كنت الليلة فقد التمستك فى مظانك؟ فقال : علمت أنى أتيت بيت المقدس الليلة ، فقال : يا رسول الله إنه مسيرة شهر. صفه لى. قال : ففتح لى صراط كأنى أنظر إليه لا يسألنى عن شىء إلا أنبأته عنه. قال أبو بكر : أشهد أنك رسول الله».
فقال المشركون : انظروا إلى ابن أبى كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة. قال : فقال : «من آية ما أقول لكم أنى قد مررت بعير لكم بمكان كذا قد أضلوا بعيرا لهم فجمعه فلان ، وإن مسيرهم ينزلون بكذا ثم كذا ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل أدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان» ، فلما كان ذلك اليوم انصرف الناس ينتظرون حتى كان قريبا من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذى وصفه رسول الله صلىاللهعليهوسلم. هذا رأيته فى رواية الإمام البيهقى ـ رحمه الله ـ ثم قال عقيبه : هذا إسناد صحيح (١).
__________________
(١) أخرجه : البيهقى فى دلائل النبوة ٢ / ٣٥٥ ـ ٣٥٧ ، أحمد فى مسنده ٢ / ٢٨٢.