صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه» ، قالت : أرأيت يا رسول الله من لم يطق محملا إليه؟ قال : «فليهد زيتا يسرج فى قناديله» (١).
وعن ميمونة مولاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم قالت : يا رسول الله ، أفتنا فى بيت المقدس ، قال : «أرض المحشر والمنشر ، ائتوه فصلوا فيه ؛ فإن الصلاة فيه كألف صلاة فيما سواه». قالت : أرأيت إن لم يطق أن يتحمل إليه أو يأتيه؟ قال : «فليهد زيتا يسرج فيه ؛ فإنه من أهدى إليه كان كمن صلى فيه» (٢) أخرجه القزوينى.
وعن كعب ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : لما فرغ سليمان عليهالسلام من بيت المقدس وضع القربان فى رحبة المسجد ، ثم قام على الصخرة ، ثم قال ثناء وحمد : اللهم إنى أسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال : أن لا يدخل إليه مذنب لم يتعمده إلا لطلب التوبة أن تتقبل توبته منه وتتوب عليه وتغفر له ، ولا يدخل إليه خائف لم يتعمده إلا لطلب الأمن أن تؤمنه من خوفه وتغفر له ذنبه ، ولا يدخل إليه مريض لم يعمده إلا لطلب الشفاء أن تشفيه من سقمه وتغفر له ذنبه ، ولا يدخل إليه مقحط لم يتعمده إلا لطلب الاستسقاء أن تسقى بلاده ، وأن لا تصرف بصرك عمن دخله حتى يخرج منه. اللهم إنك أجبت دعوتى وأعطيتنى مسألتى فاجعل علامة ذلك أن تتقبل قربانى. فنزلت نار من السماء فاحتملت القربان وصعدت به إلى السماء (٣).
وعن عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لما بنى سليمان البيت المقدس سأل ربه خلالا ثلاثا ، فأعطاه الله تعالى اثنتين ، وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة أيضا : سأله ملكا لا ينبغى لأحد من بعده» ـ قال قتادة :يعنى : لا تسلبنى إياه مرة أخرى ـ «فأعطاه ذلك. وسأله حكما وعلما لا ينبغى لأحد من بعده ، فأعطاه ذلك. وسأله أن لا يأتى أحد هذا البيت فيصلى فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ؛ وأنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة أيضا» (٤).
__________________
(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور للواسطى ٤ / ٢٩١ ، وعزاه الزركشى فى إعلام الساجد (ص : ٢٨٩) لابن ماجه.
(٢) مجمع الزوائد ٤ / ٧ ، المطالب العالية (١٢٦٥) وضعفه.
(٣) فضل بيت المقدس لابن الجوزى (ص : ٣٩).
(٤) ذكره الصالحى فى سبل الهدى والرشاد ٣ / ١٤٨ ، وعزاه لأحمد فى مسنده ، والنسائى ، وابن ـ ـ ماجه ، والحاكم فى المستدرك وصححه. وانظر : مجمع الزوائد ٨ / ٤ ، وإعلام الساجد (٢٨٢) ، فضل بيت المقدس لابن الجوزى (ص : ٤٠).