فلما بلغ
أربعين سنة اختصه الله تعالى بكرامته وبعثه برسالته ؛ أتاه جبريل عليهالسلام وهو بغار حراء ـ جبل بمكة ـ وأقام بها بعد البعث ثلاث عشر سنة. وقيل : خمس
عشرة سنة. وقيل : عشرا . والصحيح هو الأول.
وكان صلىاللهعليهوسلم يصلى إلى بيت المقدس مدة إقامته بمكة وما كان يستدبر الكعبة بل يجعلها بين
يديه ، ثم هاجر إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ ومولى أبى بكر
عامر بن فهيرة ، وكان دليلهم عبد الله بن أريقط ، وهو كافر ولم يعرف له إسلام ،
فأقام بالمدينة عشر سنين كوامل ، وتوفى بها صلىاللهعليهوسلم ، وسيجىء ذكر وفاته بعد إن شاء الله تعالى.
ذكر أنساب الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم أجمعين
أبو بكر الصديق
رضى الله عنه : ولد بمنى ، واسمه : عبد الله بن أبى قحافة ، واسم أبى قحافة :
عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب التيمى
القرشى . وكان اسمه : عبد الكعبة فسماه النبى صلىاللهعليهوسلم عبد الله .
قال ابن قتيبة
: ولقبه النبى صلىاللهعليهوسلم عتيقا لجمال وجهه ، وسماه الصديق. وكان على بن أبى طالب
ـ رضى الله عنه ـ يحلف بالله أن الله أنزل اسم أبى بكر من السماء الصديق .
يلتقى مع رسول
الله صلىاللهعليهوسلم فى مرة بن كعب. وهو أول من أسلم ، ولم يفته مشهد مع
رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقال فى الملخص
: اختلف فى أول من أسلم منهم فقيل : أبو بكر. وقيل : علىّ. وقيل : زيد بن حارثة.
وقيل : بلال. وادّعى الثعلبى المفسر اتفاق العلماء
__________________