لما بيّن انه يجمع بين الاداتين في الاسم الاعظم نبّه على ان له في النداء استعمالا آخر هو الاكثر وهو تعويض ميم مشددة مفتوحة في الآخر عن حرف النداء كقولك اللهمّ ارحمنا ولكون الميم عوضا عن حرف النداء لم يجمع بينهما الّا في الضرورة كقول الراجز
اني اذا ما حدث ألما |
|
اقول يا اللهمّ يا اللهما |
ولو كان اصل اللهمّ يا الله أمنا كما يراه الكوفيون للزم باطراد جواز امرين احدهما يا الله امنا ارحمنا بلا عطف قياسا على اللهمّ ارحمنا والثاني اللهمّ وارحمنا بالعطف قياسا على يا الله امنا وارحمنا واللازم منتف اجماعا
(فصل)
تابع ذي الضّمّ المضاف دون أل |
|
ألزمه نصبا كأزيد ذا الحيل |
وما سواه ارفع أو انصب واجعلا |
|
كمستقلّ نسقا وبدلا |
وإن يكن مصحوب أل ما نسقا |
|
ففيه وجهان ورفع ينتقى |
كل منادى مضموم فحق تابعه النصب مفردا كان او غيره لان متبوعه مبني اللفظ منصوب المحل وما كان كذلك فانما حق تابعه ان يجري على محله فقط ولكن خولف ذلك في باب النداء فجاء بعض توابعه بوجهين فما نصب منه فعلى الاصل وما رفع فلشبه متبوعه بالمرفوع في اطراد الهيئة ولا يرفع الّا وهو مفرد او مضاف يشبه المفرد لكون اضافته غير محضة نحو يا زيد الحسن الوجه ولأصالة نصب التابع في هذا الباب فضل على الرفع بان اشترك معه في التابع المفرد والشبيه به وخصّ بالتابع المضاف اضافة محضة والى هذا الاختصاص اشار بقوله تابع ذي الضم المضاف دون أل ألزمه نصبا ففهم ان المضاف المصاحب لال وهو ذو الاضافة اللفظية كالمفرد ثم نص على حكمها فقال وما سواه ارفع او انصب واجعلا كمستقل نسقا وبدلا ففهم ان النعت والتوكيد وعطف البيان اذا كان شيء منها مفردا او شبيها به جاز فيه النصب حملا على الموضع والرفع حملا على اللفظ فيقال يا زيد الحسن والكريم الاب بالنصب ويا زيد الحسن والكريم الاب بالرفع وهكذا التوكيد وعطف البيان نحو يا تميم اجمعين واجمعون ويا غلام بشرا وبشر واما البدل والمنسوق الخالي من الالف واللام فحكمها في الاتباع حكمهما في الاستقلال ولا فرق في ذلك بين الواقع بعد مضموم والواقع بعد