مطلوب فقدم واغتفر ما ترتب على التقديم من الخروج عن الاصل فان قلت فلم لم يجز على مقتضى ما ذكرتم ان يرفع افعل التفضيل الظاهر في الاثبات فيقال رأيت رجلا احسن في عينه الكحل منه في عين زيد قلت لان مطلوبية المخصص في الاثبات دون مطلوبيته في النفي لانه في الاثبات يزيد في الفائدة وفي النفي يصون الكلام عن كونه كذبا فلما كان ذلك كذلك كان لهم عن تقديم الصفة ورفعها الظاهر مندوحة بتقديم ما هي له في المعنى وجعله مبتدأ فيقال رأيت رجلا الكحل احسن في عينه منه في عين زيد ولكون المانع من رفع افعل التفضيل الظاهر ليس امرا موجبا اطرد عند بعض العرب اجراؤه مجرى اسم الفاعل فيقولون مررت برجل افضل منه ابوه حكى ذلك سيبويه والى هذه المسئلة الاشارة بقوله ورفعه الظاهر نزر اي رفعه الظاهر غير مقيد بصلاحيته لمعاقبة الفعل قليل في كلام العرب
(النعت)
يتبع في الإعراب الاسماء الأول |
|
نعت وتوكيد وعطف وبدل |
فالنّعت تابع متمّ ما سبق |
|
بوسمه أو وسم ما به اعتلق |
التابع هو المشارك ما قبله في اعرابه الحاصل والمتجدد فقولي المشارك ما قبله في اعرابه يشمل التابع وغيره وقولي الحاصل والمتجدد يخرج خبر المبتدأ والحال من المنصوب والتوابع خمسة انواع النعت والتوكيد وعطف البيان وعطف النسق والبدل فاما النعت فهو التابع الموضح متبوعه والمخصص له بكونه دالّا على معنى في المتبوع نحو مررت برجل كريم او في متعلق به نحو مررت برجل كريم ابوه فالتابع جنس يعم الانواع الخمسة والموضح والمخصص مخرج لعطف النسق والبدل وقولي بدلالته على معنى في المتبوع او في متعلق به مخرج للتوكيد وعطف البيان وهذا مراده بقوله متم ما سبق بوسمه او وسم ما به اعتلق اي مكمل متبوعه ورافع عنه الشركة واحتمالها ببيان صفة من الصفات التي له او لمتعلق به ولذلك لا يكون الّا مشتقا او مؤوّلا بمشتق لان الجوامد لا دلالة لها بوضعها على معان منسوبة الى غيرها وكثيرا ما يكون الامم غنيا عن الايضاح والتخصيص فينعت لقصد المدح نحو الحمد لله رب العالمين او الذم نحو اعوذ بالله من الشيطان الرجيم او الترحم نحو مررت باخيك المسكين او التوكيد كقولك امس الدابر لا يعود ومنه قوله تعالى. (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ).