واضمم أو انصب ما اضطرارا نوّنا |
|
ممّا له استحقاق ضمّ بينّا |
قد تقدم ان المنادى المفرد المعرفة يستحق البناء على الضم وبيّن هنا ان ما حقه الضم اذا اضطر الشاعر الى تنوينه جاز له فيه وجهان احدهما الضم تشبيها بمرفوع اضطر الى تنوينه وهو مستحق لمنع الصرف الثاني النصب تشبيها بالمضاف لطوله بالتنوين وبقاء الضم في العلم أولى من النصب والنصب في غير العلم أولى من الضم لان سبب البناء في العلم اقوى منه في اسم الجنس الدال على معين ومن شواهد الضم انشاد سيبويه
سلام الله يا مطر عليها |
|
وليس عليك يا مطر السّلام |
وقول كثير
ليت التحية كانت لي فاشكرها |
|
مكان يا جمل حييت يا رجل |
الرواية المشهورة يا جمل بالضم ومن شواهد النصب قول الشاعر
ضربت صدرها اليّ وقالت |
|
يا عدّيا لقد وقتك الاواقي |
وقول الآخر
أعبدا حلّ في شعبي غريبا |
|
ألؤما لا أبا لك واغترابا |
وباضطرار خصّ جمع يا وأل |
|
إلّا مع الله ومحكيّ الجمل |
يقول الجمع بين حرف النداء والالف واللام مخصوص بالضرورة الّا في موضعين احدهما الاسم الاعظم الله فانه يجمع فيه بين الالف واللام وحرف النداء على وجهين على قطع الهمزة نحو يا الله وعلى وصلها نحو يا الله والثاني المنادى اذا كان جملة محكية نحو يا المنطلق زيد في رجل مسمى بالجملة واما غير ذلك فلا يجمع فيه بين حرف النداء والالف واللام الّا في ضرورة الشعر كقوله
فيا الغلامان اللذان فرّا |
|
اياكما ان تكسبانا شرّا |
وانما لم يجز مثل هذا في السعة كراهية الجمع بين اداتي تعريف على شيء واحد واغتفر الجمع بينهما في يا الله اذا كانت الالف واللام فيه لازمة معوضا بها عن همزة الإله فلا يقاس عليه سواه وقد اجاز البغداديون يا الرجل في السعة قالوا لانا لم نر موضعا يدخله التنوين ولا تدخله الالف واللام
والأكثر اللهمّ بالتّعويض |
|
وشذّ يا اللهمّ في قريض |