الظرف من الاعراب هو النصب وان الناصب له هو الواقع فيه من فعل او شبهه اما ظاهرا نحو جلست امام زيد وصمت يوم الجمعة وزيد جالس امامك وصائم يوم الجمعة واما مضمر جوازا كقولك لمن قال كم سرت فرسخين ولمن قال ما غبت عن زيد بلى يومين ووجوبا فيما وقع خبرا او صفة او حالا او صلة نحو زيد عندك ومررت بطائر فوق غصن ورأيت الهلال بين السحاب وعرفت الذي معك وفي غير ذلك ايضا كقولهم حينئذ والآن اي كان ذلك حينئذ واسمع الآن به
وكلّ وقت قابل ذاك وما |
|
يقبله المكان إلّا مبهما |
نحو الجهات والمقادير وما |
|
صيغ من الفعل كمرمى من رمى |
وشرط كون ذا مقيسا أن يقع |
|
ظرفا لما في أصله معه اجتمع |
اسماء الزمان كلها صالحة للظرفية لا فرق في ذلك بين المبهم منها نحو حين ومدة وبين المختص نحو يوم الخميس وساعة كذا تقول انتظرته حينا من الدهر وغبت عنه مدة ولقيته يوم الخميس وأتيته ساعة الجمعة واما اسماء المكان فالصالح منها للظرفية نوعان الاول اسم المكان المبهم وهو ما افتقر الى غيره في بيان صورة مسماه كاسماء الجهات نحو امام ووراء ويمين وشمال وفوق وتحت وشبهها في الشياع كجانب وناحية ومكان وكأسماء المقادير نحو ميل وفرسخ وبريد والثاني ما اشتق من اسم الحدث الذي اشتق منه العامل كمذهب ومرمى من قولك ذهبت مذهب زيد ورميت مرمى عمر وفلو كان مشتقا من غير ما اشتق منه العامل كما في نحو ذهبت في مرمى عمرو ورميت في مذهب زيد لم يجز في القياس ان يجعل ظرفا وان استعمل شيء منه ظرفا عدّ شاذا كقولهم هو مني مقعد القابلة وعمرو مزجر الكلب وعبد الله مناط الثريا فلو اعمل في المقعد قعد وفي المزجز زجر وفي المناط ناط لم يكن في ذلك شذوذ ولا مخالفة للقياس واما غير المشتق من اسم الحدث من اسماء المكان المختصة نحو الدار والمسجد والطريق والوادي والجبل فلا يصلح للظرفية اصلا فان قلت لم استأثرت اسماء الزمان بصلاحية المبهم منها والمختص للظرفية عن اسماء المكان قلت لان اصل العوامل الفعل ودلالته على الزمان اقوى من دلالته على المكان لانه يدل على الزمان بصيغته وبالالتزام ويدل على المكان بالالتزام فقط فلما كانت دلالة الفعل على الزمان قوية تعدى الى المبهم من