١ ـ زيادة تمكين المسند إليه فى ذهن السامع كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ)(١)
٢ ـ إدخال الروع والمهابة فى قلب السامع أو تقوية ما يدعو المخاطب إلى الامتثال والطاعة ومثاله «الحاكم يأمرك ، بل أنا آمرك».
٣ ـ الاستعطاف ، كقول الشاعر
إلهى عبدك العاصى أتاكا |
|
مقرا بالذنوب وقد دعاكا |
وهذه صور المسند إليه ، أما صور الخروج على مقتضى الظاهر فى غير ذلك فكقول عبد الله ابن الدمينة :
تعاللت كى أشجى وما بك علّة |
|
تريدين قتلى قد ظفرت بذلك |
وكان مقتضى الظاهر أن يقول «قد ظفرت به» ولكنه عدل عنه وقال «قد ظفرت بذلك». ومنه قوله تعالى : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)(٢) وكان مقتضى الظاهر أن يقول «وبه نزل».
وقوله : (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ)(٣) ، وكان مقتضى الظاهر أن يقول «فتوكل على» (٤)
وليس فى دراسة البلاغيين لهذا الأسلوب غير ما ذكرنا ، أمّا الذين عنوا بعلوم القرآن فكانت نظرتهم أوسع ومسائلهم أكثر تشعبا واستيعابا. ولعل الزركشى من أبرز الذين بحثوا هذا الموضوع ، وقد قال عن وضع الظاهر
__________________
(١) الإخلاص ١ ـ ٢.
(٢) الإسراء ١٠٥.
(٣) آل عمران ١٥٩.
(٤) ينظر مفتاح العلوم ص ٩٤ ، والإيضاح ص ٧٠ ، وشروح التلخيص ج ١ ص ٤٥٢.