وتقديره : فلما أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا كان ما كان مما ينطق به الحال ولا يحيط به الوصف.
١١ ـ حذف جواب «أما» ، كقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ)(١) ، والتقدير : فيقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم ، فحذف القول وأقام المقول مقامه.
١٢ ـ حذف جواب «إذا» كقوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ)(٢) ، والتقدير : وإذا قيل لهم اتقوا أعرضوا وأصروا على تكذيبهم ، وقد دل عليه قوله : «إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ».
١٣ ـ حذف المبتدأ والخبر. ولا يكون حذف المبتدأ إلّا مفردا ، والأحسن حذف الخبر لأنّ منه ما يأتى جملة. ومن المواضع التى يحسن فيها حذف المبتدأ على طريق الإيجاز قولهم «الهلال والله» ، أى : هذا الهلال.
ومن المواضع التى يصح فيها حذف الخبر قولنا «لو لا محمد لكان كذا» ومن المواضع التى يحتمل أن يكون المحذوف فيها إمّا المبتدأ وإمّا الخبر قوله تعالى : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)(٣) فيحتمل أن يكون المبتدأ محذوفا وتقديره «فأمرى صبر جميل» ويحتمل أن يكون من باب حذف الخبر وتقديره «فصبر جميل أجمل».
١٤ ـ حذف «لا» من الكلام وهى مرادة ، كقوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ)(٤) أى : لا تفتأ ، فحذفت «لا» من الكلام وهى مرادة.
__________________
(١) آل عمران ١٠٦.
(٢) يس ٤٥ ـ ٤٦.
(٣) يوسف ٨٥.
(٤) يوسف ٨٥.