أى : أمرتك بالخير ، فحذف حرف الجر ، فنصب مجروره بعد حذفه.
وقوله تعالى : (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) [آل عمران : ١٧٥](١).
أى : يخوفكم الشرّ بأوليائه ، فلما حذف حرف الجر (الباء) نصب ما بعده على نزع الخافض ، وهذا وجه من أوجه تحليل هذا الموضع. وفيه وجه آخر ؛ وهو أن التضعيف جعل الفعل متعديا إلى اثنين ، والأول منهما محذوف ، والتقدير : يخوفكم أولياءه.
قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [الأنعام : ١١٧]. فى (أعلم من يضل) وجه بأن الباء الجارة حذفت ، فأصبح ما بعدها منصوبا على نزع الخافض ، وذكر الحرف فيما بعدها فى الآية نفسها ، وفيه أوجه أخرى مؤداها : أن الاسم الموصول (من) فى محل جرّ ، وهو مردود ، أو أنه فى محل نصب بأفعل ذاتها ، وهو مردود ، أو أنه فى محل رفع مبتدأ على أن (من) استفهام ، وجملة يضل (خبره) (٢).
قولهم : عمرو منطلق حقّا ، أى : بحق ، وزيد ذاهب غير شك ، أى : بغير شكّ. وقوله تعالى : (أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ) [هود : ٦٠] ، أى : كفروا بربهم ويقال : إن كفر كشكر يتعدى بنفسه مرة ، وبواسطة أخرى.
وقوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠] ، أى : ادعوه بهذا الاسم ، أو بهذا الاسم ... ، وليس المعنى :
__________________
مفعول به. (ذا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الألف ، لأنها من الأسماء الستة. (مال) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وذا) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ذا : معطوف على الحال الأولى فى محل نصب. (نشب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(١) (إنما) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب ، وما : كافة لإن حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (ذلكم) اسم إشارة خطابى مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الشيطان) إما بدل ، أو عطف بيان ، أو نعت لاسم الإشارة ، أو خبر اسم الإشارة. (يخوف) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة الفعلية إما فى محل رفع خبر المبتدإ اسم الإشارة ، وإما فى محل نصب على الحالية من الشيطان إن احتسبنا الشيطان خبرا. (أولياءه) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة.
(٢) ينظر : الدر المصون ٣ ـ ١٦٧.