ـ وإما أن تكون فى محلّ رفع ، نعت لمخصوص محذوف ، يقدر بـ (شىء) ، ويكون تقدير الكلام : نعم شيئا شىء فعلته اليوم.
ـ وإما أن تكون لا محلّ لها من الإعراب ؛ على أنها صلة لـ (ما) أخرى مقدرة بعد (ما) المميزة ، وتكون (ما) المقدرة اسما موصولا مخصوصا بالمدح ، والتقدير : نعم شيئا الذى فعلته ...
ج ـ تكون اسما موصولا :
ذهب بعض النحاة ـ وعلى رأسهم الفراء والكسائى ـ إلى أن (ما) فى هذا التركيب اسم موصول بمعنى الذى ، وهو فاعل فعلى المدح والذم ، والجملة التى تليها صلتها ، والتقدير : نعم الذى فعلته اليوم ... وينسب هذا الرأى إلى سيبويه والفارسى أيضا ، وهذا الرأى هو الأكثر شيوعا ، وأرجح قبولا.
د ـ تكون مصدرية :
يذهب بعض النحاة إلى أن (ما) بعد (نعم وبئس) مصدرية ، وتكون مع الجملة التى تليها مصدرا مؤولا فاعلا للمدح أو الذمّ ، والتقدير : نعم فعلك اليوم ...
ه ـ تكون معرفة تامة :
يذهب سيبويه إلى أن (ما) بعد فعلى المدح والذم معرفة تامة بمعنى (شىء) ، وهى الفاعل ، والتقدير : نعم الشىء شىء فعلته اليوم ، وعليه فإن المخصوص بالمدح يكون محذوفا.
ـ يذهب أبو على والمبرد ويرجحه كثير من النحاة منهم ابن الحاجب والرضى إلى أنه يجوز أن يكون فاعلهما اسما موصولا (الذى ، أو : من ، أو : ما) دالا على الجنس ، أى ، تكون صلتها عامة لا مخصوصة. ويستدلون على ذلك بقول الشاعر :
فنعم مرزاء من ضاقت مذاهبه |
|
ونعم من هو فى سرّ وإعلان (١) |
__________________
(١) المساعد ٢ ـ ١٣١ / مرزاء : مصدر ميمى ، ورجل مرزاء أى كريم يصيب الناس خيره ، ويروى : فنعم مزكأ ، وهو مفعل من زكأت إلى فلان ، أى : لجأت إليه.