شئت حكيت ، وإن شئت جعلته اسما للسورة فلم تصرف. والحكاية في هذا والإعراب سواء ، لأن آخره ألف فالتقدير فيها ، إذا كانت معربة أنها في موضع رفع» (١).
تلك إذن هي أسماء السور والتسمية وموقعها من الصرف وعدمه وقد عرفنا أن غالبيتها فيها الحكاية بجانب منعها من الصرف إذا جعلت اسما للسورة باستثناء «كهيعص وحم عسق» فليس فيهما إلا الحكاية ، والعلل المانعة لها من الصرف تدور حول العلمية والتأنيث ، ثم تأتي علل أخرى كالعجمة كما رأينا في نحو «طس ويس».
وللسيوطي تقسيم لأسماء السور ذكرها في الهمع فقال : أسماء السور أقسام :
أحدهما : ما فيه ألف ولام ، وحكمه الصرف كالأنفال والأنعام والأعراف.
الثاني : العاري منها ، فإن لم يضف إليه سورة منع الصرف نحو : هذه هود ، وقرأت هود ، وإن أضيف إليه سورة لفظا أو تقديرا صرف نحو : قرأت سورة هود ما لم يكن فيه مانع ، فيمنع نحو قرأت سورة يونس.
الثالث : الجملة نحو : «قل أوحي إليّ» ، «أتى أمر الله» فتحكى فإن كان أولها همز وصل قطع ؛ لأن همز الوصل لا يكون في الأسماء إلا في ألفاظ متعددة تحفظ ولا يقاس عليها ، أو في آخرها تاء التأنيث قلبت هاء في الوقف ؛ لأن ذلك شأن التاء التي في الأسماء وتعرب لمصيرها أسماء ولا موجب للبناء ، وتمنع
__________________
(١) ما ينصرف ٦٣.