ثم إن هذه الحروف عند سيبويه معارف بمنزلة «زيد» و «عمرو» ، بمنزلة قولهم للأسد «أسامة» و «أبو الحارث» ، لا يجوز أن تقول «الإنّ» ولا «الأوّ» (١).
ومن الأسماء الثنائية «هو ، ذو» و «إن سميت مؤنثا بهو لم تصرفه ؛ لأنه مذكر» (٢) فقد اجتمع فيه علتان ، العلمية والتأنيث بجعله علما لمؤنث كأن نجعل نحو «زيد وعمرو» علما لمؤنث.
أما «ذو» فيقول عنه سيبويه : «ولو سميت رجلا «ذو» لقلت هذا ذوا لأن أصله «فعل» ألا ترى أنك تقول : «هاتان ذواتا مال» فهذا دليل على أن «ذو» فعل ، كما أن «أبوان» دليل على أن «أبا» فعل» (٣). والحقيقة أن هناك مذهبين في «ذو» من ناحية التحريك والسكون ، مذهب سيبويه الذي رأى أن «ذو» فعل بالتحريك ودليله على ذلك قولهم : هاتان ذواتا مال كما يقال «أبوان في أب» فهذا دليل على أن أصله «أبو» على وزن «فعل» كما أن «ذو» أصله «ذوو» أي فعل.
والمذهب الثاني هو مذهب الخليل الذي رأى أن أصل «ذو» «ذوو» بالتسكين. ووافقه الزجاج على ذلك. «وحجة الخليل : أنها إنما حركت العين حيث أتمت ليدل على أن أصلها السكون ، كما أنك إذا نسبت إلى «يد» قلت «يدوي» وأصل «يديدى» بتسكين الدال ، إلا أن الياء حذفت من آخرها لاستثقالهم إياها فإذا نسب إليها فرددت المحذوف فتحت الدال فقلت «يدوي» (٤).
__________________
(١) ما ينصرف ٦٦.
(٢) سيبويه ٢ / ٣٢.
(٣) سيبويه ٢ / ٣٢.
(٤) ما ينصرف ٦٩.