الصرف لو سمينا بها الكلمة حملا على معنى اللفظة أو الكلمة لتأويلها مع الفعل إلى مصدر.
وكان سيبويه يرى أن أواخر ذلك الأحرف «إنّ ، أنّ ، لعلّ ، لكنّ ، كأنّ» مفتوحة لتنزيلها منزلة الأفعال ، فقد عملت في الأسماء التي تأتي بعدها لتضمنها معنى الفعل فإن وأن بمعنى : «أؤكد». ولكن بمعنى «أستدرك» وكأن بمعنى «أشبه» ولعل بمعنى «أترجى» وليت بمعنى «أتمنى». هذا رأي سيبويه في فتح أواخر هذه الحروف. وأما الزجاج فقد ذهب إلى أن «آخرها فتح لالتقاء الساكنين ؛ لأنها حروف مضاعفة ، فكان الفتح لالتقاء الساكنين أخف الحركات عليه مع ثقل التضعيف ، كما أنهم فتحوا «ثم» و «رب» لالتقاء الساكنين (١). وأما «لو وأو» فهما ساكنتا الأواخر ، لأن قبل آخر كل واحد منهما حرفا متحركا فإذا صارت كل واحدة منهما اسما فقصتها في التأنيث والتذكير والانصراف وترك الانصراف كقصة ليت وإنّ إلا أنك تلحق واوا أخرى فتثقل وذلك لأنه ليس في كلام العرب اسم آخره واو قبلها حرف مفتوح. قال الشاعر :
ليت شعري وأين مني ليت |
|
إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء (٢) |
«الشاهد في تضعيف «لو» لما جعلتها اسما وأخبرت عنها ؛ لأن الاسم المفرد المتمكن لا يكون على أقل من حرفين متحركين ، والواو في «لو» لا تتحرك فضوعفت لتكون كالأسماء المتمكنة ، وتحتمل الواو لتضعيف الحركة وأراد بـ «لوّها» هنا «لو» التي للتمني في نحو قولك : لو أتيتنا ،
__________________
(١) ما ينصرف ٦٤.
(٢) سيبويه ٢ / ٣٢.