ومن الأسماء التي يجوز فيها التذكير والتأنيث ، «ثمود وسبأ» فهما تارة منصرفان كما في قوله تعالى : (وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ)(١) فثمود هنا منصرف ، لأنه بمعنى الحي ، وقال تعالى : (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)(٢) «سبأ» هنا منصرف ، بينما وردا ممنوعين من الصرف في آيات أخرى كما في قوله تعالى : (وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ)(٣) فقد جاء «ثمود» غير منصرف ؛ لأنه بمعنى القبيلة. قال الشاعر :
من سبأ الحاضرين مأرب إذ |
|
يبنون من دون سيله العرما (٤) |
والشاهد في البيت هو قوله «سبأ» حيث جاءت غير مصروفة حملا على معنى القبيلة ولو صرفت على معنى الحي جاز كما في الآية الكريمة السابقة. وكما جاءت أيضا في الشاهد الذي أورده سيبويه بهذا الخصوص :
أضحت ينفّرها الولدان من سبأ |
|
كأنّهم تحت دفّيها دحاريج (٥) |
والشاهد في البيت هو مجيء «سبأ» مصروفا ؛ لأنه بمعنى الحي وهو مذكر. وكان أبو عمرو «كما ورد عند سيبويه» (٦) لا يصرف سبأ ، بل يجعله اسما للقبيلة. لكننا رأينا جواز الأمرين كما مر في الشواهد السابقة وخاصة الآيات القرآنية الكريمة التي هي من مصادر اللغة الأساسية. وقال الفراء في
__________________
(١) سورة العنكبوت ، الآية : ٣٨.
(٢) سورة النمل ، الآية : ٢٢.
(٣) سورة الإسراء ، الآية : ٥٩.
(٤) سيبويه ٢ / ٢٨ والبيت للنابغة الجعدي.
(٥) سيبويه ٢ / ٢٨ والبيت للنابغة الجعدي.
(٦) سيبويه ٢ / ٢٨ ، ما ينصرف ٥٩ معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٨٩.